شهد الربع الثاني من عام 2024 تفوقًا ملحوظًا لأداء السندات والأسهم العالمية على البيتكوين، العملة الرقمية الأكبر عالميًا. ما يثير التساؤلات حول استمرار زخم الارتفاع الذي شهدته العملات الرقمية المشفرة في الفترة السابقة حسب تقرير لوكالة بلومبرغ.
تراجع البيتكوين مقابل صعود الأصول التقليدية
فقد سجلت مؤشرات الأسهم العالمية والسندات والسلع أداءً أفضل من أكبر عملة رقمية، التي تراجع سعر BTC بنسبة 5% منذ بداية أبريل بعد أن سجلت رقمًا قياسيًا في مارس الماضي عند 73,798 دولار. كما تفوقت الذهب على البيتكوين بفارق ملحوظ.
ولم تعد للأنباء التي كانت تُثير الحماس سابقاً، مثل تدفقات الاستثمار في صناديق ETF بيتكوين الفوري الأمريكية أو التفاؤل بتخفيضات محتملة لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، نفس التأثير المحفز على الأسعار كما كان سابقًا.
تحليل تدفقات الاستثمار في صناديق ETF
تشير نويل أتشيسون، مؤلفة نشرة أخبار الكريبتو "Crypto Is Macro Now"، إلى أن جزءًا كبيرًا من الاشتراكات في صناديق ETF بيتكوين الأمريكية قد يكون من حاملي البيتكوين الحاليين، مما يعني أن هذه التدفقات لا تمثل بالضرورة أموالًا جديدة تدخل السوق.
وتؤكد أن دول أموال جديدة هي وحدها القادرة على تحريك الأسعار.
كما تناول فريق من المحللين الاستراتيجيين في بنك جي بي مورغان طبيعة الطلب على هذه المنتجات، التي جذبت حوالي 15 مليار دولار من التدفقات الصافية حتى الآن، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرج.
ويشير التحليل إلى وجود انتقال كبير لرؤوس الأموال من المحافظ الرقمية في البورصات إلى صناديق ETF بيتكوين الفوري الجديدة.
وباستبعاد هذه الأموال، يُقدّر المحللون صافي التدفقات إلى العملات الرقمية المشفرة هذا العام بحوالي 12 مليار دولار. بما في ذلك صناديق ETF و الأموال التي جُمعت من قبل محافظ رأس المال الاستثماري وحركة العقود الآجلة لمجموعة CME.
هذه التقديرات أقل بكثير من التدفقات التي شهدتها العملات الرقمية في عامي 2021 و2022، والتي بلغت حوالي 45 مليار دولار و40 مليار دولار على التوالي. ويعبر المحللون الاستراتيجيون عن شكوكهم في استمرار وتيرة التدفقات الحالية لبقية العام.
عوامل أخرى تؤثر على أداء البيتكوين
وأشار تقرير سابق لموقع BeInCrypto بالعربية أن حول طبيعة التدفقات الداخلة و الخارجة إلى صناديق ETF بيتكوين. يرى بعض المحللين أن أغلبها كانت بدافع المضاربة عن طريق استراتيجية المراجحة. وليس هدفها الاستثمار و الاحتفاظ بالعملة الرقمية.
حيث يشتري المتداولون إلى أسهم صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية. بينما يبيعون في الوقت نفسه العقود الآجلة المرتبطة بالعملة المشفرة. وذلك بهدف الاستفادة من علاوة سوق العقود الآجلة.
وبالتالي فإن ضغوط البيع الناتج عن التداولات الآجلة تبقي السعر في حالة توازن.
بالإضافة إلى تحليل تدفقات الاستثمار، هناك أيضا مبيعات عمال تعدين BTC قد تكون عاملًا آخر وراء الركود الأخير في سعر العملة الرقمية.
على الرغم من التراجع الأخير، لا يزال مؤيدو البيتكوين يعتقدون أن الأسعار ستصل إلى 100,000 دولار أو أكثر في المستقبل. في حين يرى النقاد أن العملات الرقمية المشفرة تفتقر إلى القيمة الجوهرية. وفي ظل هذا التباين في الآراء، يبقى مستقبل البيتكوين غير مؤكد.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.