بينما لا تزال الأسواق تترقّب تداعيات قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، يتساءل كثيرون: هل وصل سعر البيتكوين BTC إلى أدنى مستوياته بالفعل؟
وقد شهدت البيتكوين خلال الأسبوعين الماضيين تقلبات حادة، إذ هبط سعرها إلى نحو 77,000 دولار، قبل أن تعاود الارتفاع لتتداول الثلاثاء الماضي بالقرب من 88,000 دولار.
في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق حالة من الحذر، يبقى مستقبل البيتكوين مرهونًا بعوامل متشابكة، في مقدّمتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية، إلى جانب تحرّكات الاحتياطي الفيدرالي.
ضبابية سياسية تضع السوق في حالة ترقب
رغم هذا الانتعاش النسبي، لا يزال الخبراء منقسمين بشأن ما إذا كانت العملة الرقمية الأولى قد تجاوزت بالفعل مرحلة الهبوط، أم أن أمامها مزيدًا من الانخفاض.
ويُعزى هذا التردد إلى الغموض الذي يكتنف مواقف إدارة ترامب. لا سيّما بشأن الرسوم الجمركية التي تلوّح بها تارة وتتراجع عنها تارة أخرى.
أحدثت تعرفة ترامب الجمركية موجة من القلق في الأسواق العالمية، ومع قرب حلول موعد حاسم بشأن الرسوم الجديدة. يجد المستثمرون أنفسهم أمام مشهد تتداخل فيه الإشارات المتضاربة الصادرة من البيت الأبيض.
وصف كارلوس غوزمان (Carlos Guzman)، المحلل لدى شركة GSR، هذا الخطاب بأنه "مرتبك وعشوائي"، مشيرًا إلى أن السوق قد استوعبت قدرًا كبيرًا من هذه الضبابية. لكن الغموض لا يزال يخيّم على ما إذا كانت هذه الرسوم أداة تفاوضية أم سياسة طويلة الأمد.
اقرأ أيضا : هل بدأت السوق الهابطة في الكريبتو؟
بوادر استقرار تدفع البعض للتفاؤل بارتفاع سعر البيتكوين
في ظل هذه الأجواء المشحونة، صرّح توم دانليفي (Tom Dunleavy)، الشريك في شركة MV Global، بأن سعر البيتكوين قد بلغ القاع بالفعل.
وأضاف: "نحن في ذروة التشاؤم حاليًا، ومن المرجّح أن يتراجع هذا الخطاب السلبي مع حصول ترامب على بعض ما يريده".
ومع أن ترامب أعلن عن مرونة محتملة في فرض الرسوم. عاد ليهدد بفرض ضرائب جديدة على الدول التي تشتري النفط من فنزويلا.
بحسب محللي Compass Point، فإن أسواق العملات الرقمية المشفرة تُظهر أقوى مؤشرات الاستقرار منذ فبراير الماضي.
فبعد موجة بيع حادّة بين نوفمبر وفبراير، توقّف المستثمرون طويلو الأجل عن تصفية صفقاتهم. كما شهدت صناديق ETF بيتكوين الفورية تدفقات إيجابية مجددًا، وهو ما يدعم سيناريو الصعود.
وأشاروا إلى أن مستوى 93,000 دولار قد يشكل مقاومة قوية. إلا أنهم باتوا أكثر قناعة بأن البيتكوين لا تزال في دورة صعودية.
موقف الاحتياطي الفيدرالي يزيد الغموض
يأتي ذلك في وقتٍ يتّخذ فيه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي موقفًا حذرًا، إذ أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي.
وأكد جيروم باول، رئيس البنك المركزي، أن من الصعب تقييم تأثير الرسوم الجمركية بدقة. مشيرًا إلى أن الضغوط التضخمية الناتجة عنها قد تكون مؤقتة، وهو ما قد يخفف الحاجة إلى تدخل فوري.
من جهته، كتب آرثر هايز (Arthur Hayes)، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لمنصة BitMEX، على تويتر، أن قاع البيتكوين قد تحقق. وكان هايز قد توقع في السابق هبوط العملة نحو مستويات دنيا، لكنه الآن يرى أن الوصول إلى 110,000 دولار بات أكثر ترجيحًا من العودة إلى 76,500 دولار على المدى القصير.
في ضوء هذا التباين بين التحليلات، يبقى مستقبل البيتكوين محاطًا بعوامل متشابكة، بين السياسة والاقتصاد، وبين التحليل الفني والتوقعات النفسية. ما يعزز من أهمية الحذر والتريث في قرارات التداول خلال المرحلة المقبلة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
