بعد موجة الخسائر الحادة التي ضربت سوق العملات الرقمية، لم يكن أداء الإيثريوم مبهرًا بأي حال من الأحوال، فقد استمر في الركود خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد انخفاضه بأكثر من 20% خلال الأسبوع السابق. وبالمقارنة، كانت خسائر البيتكوين أقل بكثير، بينما تعرض الريبل لهبوط أكثر حدة. ولكن، وسط هذه العاصفة الرقمية، بدأت بعض المؤشرات تلوّح بعودة محتملة لإيثريوم قريبًا. فهل حان وقت الانتعاش، أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد؟
الإيثريوم في مواجهة العوامل الاقتصادية القاسية: هل ينجو من العاصفة؟
بدأت المشاكل يوم الاثنين مع تصاعد المخاوف بشأن الحرب التجارية التي أشعل فتيلها دونالد ترامب، والتي تسببت في هبوط مفاجئ للسوق. لكن الأمور لم تتوقف هنا، إذ جاء تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة ليزيد الطين بلة. حيث أظهر سوق عمل قويًا مع انخفاض معدل البطالة إلى 4% وارتفاع الأجور، مما قلّل من فرص خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما انعكس سلبًا على الإيثريوم وبقية السوق.
وكمزيد من الملح على الجرح، أصدر بنك JP Morgan تقريرًا حذرًا حول الإيثريوم، مشيرًا إلى تراجع هيمنته على السوق إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات. وأرجع المحللون هذا التراجع إلى التنافس الشرس من شبكات مثل سولانا، بالإضافة إلى عدم امتلاك الإيثريوم لنفس السرد الاستثماري القوي الذي تمتلكه البيتكوين كمخزن للقيمة. لكن هل هذه نهاية الطريق؟ ليس بالضرورة!
رغم السلبية السائدة، هناك بارقة أمل في الأفق. فقد شهدت صناديق الإيثريوم الفورية تدفقات داخلة بقيمة 420 مليون دولار هذا الأسبوع، بعد تدفقات خارجة بلغت 45 مليون دولار الأسبوع الماضي. مما يشير إلى أن المستثمرين بدأوا في اقتناص الفرص عند انخفاض الأسعار.
مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر يناير يوم الأربعاء، ستكون الأنظار موجهة إلى أي مفاجآت قد تؤثر على قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. فإذا جاءت الأرقام أقل من التوقعات، فقد يشجع ذلك على تخفيف السياسة النقدية، مما قد يدفع الإيثريوم للارتفاع.
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
الإيثريوم يواجه مناطق دعم قوية: هل نشهد انعكاسًا قريبًا؟
من الناحية الفنية، تشير العديد من المؤشرات إلى أن الإيثريوم قد يكون قريبًا من قاع تصحيحي، وربما يرتد قريبًا. فوفقًا للرسم البياني الأسبوعي، لا يزال الإيثريوم محافظًا على خط الاتجاه الصاعد طويل الأجل منذ أدنى مستوياته في يونيو 2022، والذي تم اختباره لفترة وجيزة خلال الهبوط الحاد الأخير.
كما تمكن ETH من استعادة مستويي المتوسطين المتحركين 100 و200 أسبوع بعد اختراقهما لفترة قصيرة يوم الاثنين، مما يعزز من احتمال تحولهما إلى دعوم قوية. بناءً على ذلك، يُنظر إلى منطقة 2,450 – 2,650 دولار كمستوى دعم رئيسي قد يكون نقطة انطلاق لارتداد قوي.
في حال تحقق هذا السيناريو، فإن المستوى النفسي 3,000 دولار سيكون الهدف الأول، يليه 4,000 دولار، قبل استهداف القمة التاريخية 4,100 دولار. ولكن، إذا استمر الاتجاه الهبوطي وتم كسر 2,450 دولارًا، فقد يكون الدعم التالي عند 2,160 دولارًا، ثم 2,000 دولار.
هل انتهت رحلة الهبوط؟ لا إشارات مؤكدة بعد!
رغم أن المؤشرات تبدو إيجابية، إلا أنه لا توجد إشارات قاطعة تؤكد بدء انعكاس صاعد. قد تستمر الأسعار في التحرك بشكل جانبي لفترة قبل أن يتمكن السوق من تحديد اتجاهه المقبل. في غضون ذلك، قد يكون من المفيد للمستثمرين البحث عن فرص في قطاعات أخرى، مثل العملات الرقمية الواعدة في مراحل ما قبل البيع.
لا يزال الإيثريوم في منطقة الخطر، ولكن الإشارات الأخيرة تشير إلى احتمالية انتعاش قريب، خاصة مع ارتفاع التدفقات الاستثمارية وتمسكه بمستويات دعم قوية. ومع انتظار بيانات التضخم الأسبوع المقبل، قد تكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان الأسوأ قد انتهى أم أن هناك المزيد من الهبوط في الأفق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
![bic_Crypto_in_Arab_neutral_3-1.png](https://ar.beincrypto.com/wp-content/uploads/2023/06/bic_Crypto_in_Arab_neutral_3-1.png)