هل تتذكر حادثة انهيار بورصة FTX التي عصفت بنحو 8 مليارات دولار من أموال المستثمرين في طريق الهاوية؟
ربما تسأل عن مدى أمان أموالك الرقمية داخل البورصات المركزية Centralized Exchanges بعد الحادثة التي هزت أرجاء مجتمع التشفير.
وخلال شهر نوفمبر، تأزمت أمور FTX لتُستنزف الملايين من أموال العملاء ومحافظهم بما أثار الرعب في نفوس المتداولين من إمكانية حدوث هذا الأمر مجدداً.
فقد أصدر الرئيس التنفيذي للبورصة المفلسة، سام بانكمان فرايد، تعليمات خفية للشريك المؤسس جاري ونج Gary Wang.
ونصت التعليمات على إنشاء باب سري للتعاون بين البورصة، وشركته ألاميدا Alameda ومن ثم الاقتراض لنحو 65 مليار دولار من أموال المستثمرين.
ومنذ تلك الحادثة، لم تصبح الثقة في محلها، وسار المتداولون بعيداً عن البورصات المركزية.
ولم يكن الخوف وحده من البورصات المركزية هو القائد، بل أصدرت منصة بينانس تدقيق إثبات الاحتياطيات الذي وصفه الخبراء بالغير دقيق.
وكانت شركات المحاسبة الكبرى قد رفضت التعاون مع بينانس بشأن تدقيق البورصة.
ولكافة هذه الأسباب؛ يطرح المتداولون سؤال إلى أي مدى يتم تحقيق الأمان لأموالهم الرقمية؟
وهن الأمان والشفافية
لا تسير البورصات المركزية في مسلك الشفافية، لذا وضعت الصناعة المزيد من القواعد الخاصة بإثبات الاحتياطيات.
وهي الطريقة التي تثبت بها البورصة وجود الأصول الرقمية بالفعل بداخلها.
وبعد حادثة FTX ثمة وجوب للأمان والشفافية، وفقاً لما ذكره المدير الإداري لشركة Bitget، غراسي تشين.
والذي أكد ضرورة التزام البورصات بالضمان لأصول مستخدميها، مع عدم الالتفات لسعر السوق.
ومن الضروري أن يبحث العملاء عن بورصة آمنة تدير المخاطر، وتفصل بين المحافظ الساخنة والباردة وتشمل محافظ متعددة التوقيع.
وثمة العديد من المواقع والأدوات التي يمكن استخدامها في تقييم البورصة، ومدى آمانها.
فقد يستخدم الخبراء تصنيفات المقارنة مثل CoinGecko و CER والتي تختلف نتائجها في بعض الأحيان.
خطر التداول داخل البورصات المركزية
لم يرتبط القلق من التداول داخل البورصات المركزية بحادثة FTX وحدها، ولكن ربما يعود إلى حادثة بورصة Mt.Gox.
فقد مرت البورصة التي تتخذ من طوكيو مقراً لها، باختراق مماثل، لتفقد المنصة 615 مليون دولار في عام 2011.
ولعل البورصة اليابانية Coincheck مثالاً أخر على الاختراق، فقد فقدت 534 مليون دولار من قيمة عملاتها الرقمية.
ونتيجة لذلك فرض المنظمون داخل اليابان لوائح خاصة بالأمن السيبراني.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة CoinLedger، ديفيد كيمرير، فقد عانت الكثير من البورصات المركزية من نشاط القرصنة.
وخسرت هذه البورصات الملايين من الأصول المشفرة.
حيث أن المنصات المركزية المتخصصة في التشفير، هدف للمتسللين بسبب القيمة المالية.
ويرصد المخترقون نقاط الضعف داخل هذه المنصات ليتم التسلل إلى الأموال.
والمحافظ الساخنة ليست آمنة، حيث أن المحفظة المُعلنة تكون أكثر عرضة للخطر والاستهداف.
ثمة أسباب أخرى لخبراء التكنولوجيا
وعلى الجانب الآخر، فقد يختلف مستوى الأمان لدى المبتدئ عن المتمرس في المجال التقني.
وقد تتمثل مزايا البورصات المركزية في سهولة الاستخدام للمحافظ، ولكن لا يتحكم المتداولون في محافظهم.
ويذكر خبراء التشفير أن المبتدئين هم أقل تعرض للوهن الأمني داخل البورصات المركزية، في حالة فقدان عملات التشفير.
وتحدث حالات الاختراق لهذه البورصات بسبب عدم وجود تقنيات للنسخ الاحتياطي.
وهو ما أكده كبير مسؤولي التكنولوجيا بشركة CoinLoan، ماكس سابيلوف.
حيث قال: ربما يكون الخطر الأكبر في احتفاظ العملاء بأموالهم داخل البورصات المركزية مواجهتهم لنفس حادثة FTX.
ولم يتوقع المستخدمون هبوط حادث مثل اختراق FTX على حياتهم، حيث أن مثل هذه الحوادث لا تتسم بالتنبؤ.
ولكن بعد أن نشر المنفذ الإخباري CoinDesk تصفية عملات البورصة المفلسة FTT من الدفاتر، تأكد المستثمرون أن ثمة اختراق في البورصة.
وفي الثامن من نوفمبر، أوقفت FTX عمليات السحب، ليتم التعليق للملايين من العملات الرقمية.
والختام؛ لا يستطيع المتداول التأكد من آمان أمواله الرقمية في ظل ما مر به سوق التشفير من أحداث خلال العام الماضي.
ولكن يحث خبراء الصناعة على ضرورة البحث والتعلم الذاتي، قبل اتخاذ القرارات الاستثمارية.
حيث يتمتع المتمرسون في أسواق العملات المشفرة بأمان أكثر على المدى الطويل نتيجة إجرائهم البحث الكافي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.