منذ أكثر من عشر سنوات، قادت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت، آبل، إنفيديا وأمازون الأسواق الأمريكية نحو قمم غير مسبوقة. سيطرتها كانت واضحة لدرجة أنها حملت لوحدها مؤشر S&P 500 على أكتافها.
لكن هذه الهيمنة تبدو اليوم أمام اختبار صعب. فبحسب محللين من بنك أوف أمريكا، سياسات الاحتياطي الفيدرالي (Fed) قد تكون على وشك قلب الطاولة. إذا خفّضت الفائدة قريبًا، قد يتراجع بريق "الأسهم العملاقة" لصالح أصول أخرى أكثر جاذبية.
دروس الماضي: من فقاعة الإنترنت إلى اليوم
منذ عام 2015، استأثرت 50 شركة فقط بقلب السوق، تاركة آلاف الشركات الأخرى على الهامش. هذا السيناريو يعيد للأذهان فترة التسعينيات، حين ارتفعت شركات الإنترنت بشكل جنوني قبل أن تنفجر الفقاعة وتعيد التوازن لأسهم صغيرة ومتوسطة.
اليوم، مؤشرات مشابهة تعود للواجهة. تقارير Yahoo Finance أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي ينتقل من مرحلة تباطؤ إلى مرحلة تعافٍ. التاريخ يقول إن هذه التحولات عادة ما تضعف الكبار وتفتح الباب أمام صعود أسماء جديدة.
👈 اقرأ المزيد: بيتكوين يتراجع بعد قمة تاريخية.. هل انتهى الصعود؟
الفيدرالي وخيوط اللعبة
المعادلة واضحة: إذا قررت الفيدرالي خفض الفائدة، ستتدفق السيولة بعيدًا عن الأسهم الضخمة لتبحث عن وجهات جديدة. وفق أداة CME FedWatch، هناك احتمال بنسبة 83% أن نشهد خفضًا في سبتمبر. وهذا يعني أن زمن "السبعة الرائعين" من عمالقة S&P 500 قد يقترب من نهايته، أو على الأقل من تراجع نفوذهم.
👈 اقرأ المزيد: صدمة أغسطس: هل تنجو عملة Pi من أضخم عملية ضخ توكنات؟
البيتكوين والرموز المرمزة: الورقة الرابحة؟
هنا يطل سؤال المليارات: إلى أين ستذهب الأموال الفارّة من أسهم وول ستريت؟ في الماضي، كانت تتجه إلى الشركات الصغيرة. أما في 2025، فإن المشهد مختلف تمامًا، إذ صارت العملات الرقمية لاعبًا أساسيًا على طاولة الاستثمار.
البيتكوين تحديدًا يتمتع بجاذبية خاصة لدى المؤسسات المالية الكبرى. ومع أي تراجع في أسهم التكنولوجيا، قد يجد المستثمرون فيه ملاذًا جديدًا. ليس هذا فقط، بل حتى سوق الترميز (Tokenization) – أي تحويل الأصول التقليدية مثل السندات والأسهم إلى صيغ بلوكتشين – قد يستقطب موجة ضخمة من الأموال الباحثة عن التنويع والابتكار.
👈 اقرأ المزيد: BitMEX تتيح تقليد كبار المتداولين.. أو مواجهتهم!
نحو مرحلة جديدة
كل المؤشرات توحي بأننا على أعتاب انتقال مالي مهم. عمالقة وول ستريت قد يخسرون بعض نفوذهم لصالح أصول بديلة أكثر مرونة. وإذا صحّ ذلك، قد يكون البيتكوين أحد أبرز المستفيدين من هذا التحول.
وكما قال العرب قديمًا: "دوام الحال من المحال"، فحتى أسهم العمالقة قد تجد نفسها مضطرة للتنازل عن الصدارة في سباق لا يعرف الرحمة.
👈 اقرأ المزيد: 3 لكمات قوية تهز سوق العملات… هل تنهار القلعة؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
