في كواليس عالم العملات الرقمية، تدور معركة خفية لا يعلم بها أغلب المستخدمين، معركة لا تُخاض على البورصات ولا في المنتديات، بل في مزارع إلكترونية تديرها آلاف الهواتف الذكية المسيرة عن بُعد.
في قلب هذا المشهد الغريب، ظهر "كوري ويلتون"، مؤسس Mirai Labs، ليكشف الستار عن واحدة من أضخم شبكات الاحتيال في عالم الإيردروب، تضم ما يزيد عن 30,000 هاتف ذكي، مصممة لاختطاف الجوائز الموجهة للمستخدمين الحقيقيين.
👈 اخترنا لك من مقالاتنا التعليمية: هل تحقق عملة الذكاء الإصطناعي Sahara AI الانتعاشة المنتظرة للعملات الرقمية؟
من مكافأة المجتمع إلى لعبة احتيال منظم
فكرة الإيردروب وُلدت في أحضان مجتمع العملات الرقمية كمبادرة نبيلة لتكريم المستخدمين الأوائل للمشاريع الجديدة. غير أن ما بدأ كعربون وفاء تحوّل اليوم إلى ساحة صراع إلكتروني، بعدما وجدت الحيتان الرقمية والروبوتات المنظمة فيه فرصة ذهبية لتحقيق أرباح هائلة دون أي نية للمساهمة أو التفاعل الحقيقي.
منصة Uniswap كانت الشرارة الأولى في 2020، حين وزعت توكنات مجانية على مستخدميها الأوائل، الأمر الذي ألهم مئات المشاريع لتكرار التجربة. لكن مع الوقت، أصبح الإيردروب وسيلة تسويقية أكثر من كونه مكافأة مجتمعية. ولم يمر وقت طويل قبل أن تظهر "زراعة الإيردروب" كأحد أخطر مظاهر الاحتيال المنظم.
👈 اخترنا لك من مقالاتنا التعليمية: هل البيتكوين استثمار جيد في عام 2025؟ دليل شاملتحديات تقنية وسياسية، لا سيما في ظل انخفاض رسوم شبكات البلوكتشين الحديثة، ما يجعل تكاليف الاحتيال ضئيلة مقارنة بالعوائد المحتملة.
في النهاية، ما كان يُنظر إليه كفرصة لكسب بضعة توكنات أصبح اليوم ساحة معركة غير متكافئة، حيث يتفوق فيها الذكاء الآلي على المستخدم البشري، ما يفرض على المجتمع إعادة التفكير في مفهوم المكافآت المجانية ومَن يستحقها حقًا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
