في عالم العملات الرقمية سريع التطور، تلعب اللوائح التنظيمية دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل التكنولوجيا المالية والبلوكتشين. ومن بين المراكز المالية الرائدة عالميًا، يبرز أبوظبي العالمي (ADGM) كمنصة تنظيمية متقدمة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الابتكار والامتثال القانوني، مما يجعله وجهة جاذبة للشركات والمستثمرين في قطاع العملات الرقمية.
في هذه المقابلة، نستضيف دمتري فيدوتوف، رئيس تقنية السجلات الموزعة (DLT) والبلوكتشين في هيئة تنظيم أبوظبي العالمي (ADGM)، لمناقشة دور الهيئة في تطوير الأطر التنظيمية لتقنية البلوكتشين، والتحديات التي تواجه شركات الكريبتو في ظل التشريعات العالمية.
1- كيف تقارن البيئة التنظيمية للعملات الرقمية في الإمارات العربية المتحدة، لا سيما إطار عمل أبوظبي العالمي (ADGM)، بالمعايير العالمية؟ وكيف يضع أبوظبي العالمي معيارًا لبقية العالم من خلال تعاونه مع الهيئات التنظيمية الدولية؟
يتوافق الإطار التنظيمي لأبوظبي العالمي (ADGM) في مجال تقنية السجلات الموزعة للمؤسسات (DLT Foundations) والبلوكتشين بشكل وثيق مع المعايير العالمية، ويركز على مجالات رئيسية مثل مكافحة الجرائم المالية، وضمان حماية المستخدم، وتعزيز نزاهة السوق.
ومن خلال التعاون مع الشركات الرائدة في مجال أمن البلوكتشين، يضمن أبوظبي العالمي (ADGM) تطبيق أفضل الممارسات الدولية، كما أن تعاونه مع الجهات التنظيمية العالمية واعتماده لتوصيات مجموعة العمل المالي (FATF) يساهم في وضع معايير مرجعية للقطاع.
2- ما هي التدابير المحددة التي اتخذها أبوظبي العالمي (ADGM) لجذب اللاعبين العالميين في مجال العملات الرقمية؟ وكيف يقارن نظامه البيئي بالمراكز المالية الأخرى؟
يقدم أبوظبي العالمي (ADGM) بيئة أعمال متكاملة وداعمة للابتكار ويتمتع بسمعة ذات مستوى عالي، حيث يستند إطاره التنظيمي إلى التطبيق المباشر لقانون العموم الإنجليزي مما يوفر وضوحاً تنظيميًا كبيراً لمجتمع الأعمال.
هذا وقد أطلقنا في أبوظبي العالمي (ADGM) مبادرات عدة لتعزيز القطاع مثل إطار عمل تقنية السجلات الموزعة للمؤسسات (DLT Foundations) والتي تمنح المؤسسات القائمة على البلوكتشين فرصة لإصدار الرموز الخدمية وتطبيق العقود الذكية لنماذج الحوكمة اللامركزية.
فيما تعزز شراكاتنا مع قادة القطاع، إلى جانب عمليات الترخيص المبسطة التي نتميز بها ومصداقية المنظومة الشاملة لأبوظبي العالمي (ADGM)، في إيجاد توازنٍ فريد بين فرص النمو والوضوح التنظيمي.
3- ما هي التغيرات التنظيمية الحديثة والمقبلة في أبوظبي العالمي (ADGM) التي يجب أن تتوقعها الشركات والمستثمرون؟ وكيف تسهم هذه التحديثات في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للبلوكتشين؟
يعمل أبوظبي العالمي (ADGM) بشكل استباقي مع أصحاب المصلحة في القطاع لتحديد المخاطر وتطوير الأطر التنظيمية الاستباقية، مما يضمن الاستجابة الأمثل لأية تحديات.
كما أننا نركز في أبوظبي العالمي (ADGM) أيضاً، إلى جانب تركيزنا على تقنية السجلات الموزعة للمؤسسات (DLT Foundations) والبلوكتشين، على متابعة ودراسة التطورات المستمرة بمجالات رئيسية متنوعة مثل الحوسبة الكمية، والذكاء الاصطناعي، والنقل الذاتي، والروبوتات، وتكنولوجيا الفضاء، وذلك لضمان مواكبة لوائحنا لكافة التطورات والابتكارات في هذه المجالات.
يسهم هذا النهج بلا شك في تعزيز مكانة أبوظبي العالمي (ADGM) في طليعة قطاع التقنيات الناشئة ويعزز ريادة دولة الإمارات في مجال الابتكار العالمي.
4- كيف يوازن أبوظبي العالمي (ADGM) بين المتطلبات التنظيمية للأمن والحوكمة وتعزيز الابتكار؟ وهل تتكيف أطره التنظيمية مع التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والتمويل اللامركزي (DeFi)؟
يحقق أبوظبي العالمي (ADGM) هذا التوازن من خلال نهج قائم على التطبيق السليم للمبادئ وقواعد العمل، حيث يضع معايير قوية للأمن والحوكمة بينما يمنح الشركات المرونة اللازمة للابتكار، وإننا نرى ذلك من خلال أطر عملنا المتكاملة مثل إطار عمل تقنية السجلات الموزعة للمؤسسات (DLT Foundations)، والذي يضمن معالجة المخاطر وتمكين المؤسسات من التوسع وتطوير تقنياتها بشكل مسؤول.
كما يحرص أبوظبي العالمي (ADGM) على تبني التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، ودمجها في جوانب عمله المختلفة، حيث يضمن هذا النهج المستقبلي تعزيز مكانة سوق أبوظبي العالمي كمركز رائد يوفر معايير الأمان ويشجع الابتكار.
5- كيف تُمكّن المبادرات الرائدة لأبوظبي العالمي، مثل أطر عمل DLT ومبادرة "الوساطة في الميتافيرس"، من تشكيل مستقبل تقنية البلوكشين والأصول الرقمية عالميًا؟
تعكس مبادرات أبوظبي العالمي (ADGM) رؤيته المستقبلية ونهجه الاستباقي الذي يركز على استكشاف مجالات جديدة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مبادرة "الوساطة في الميتافيرس" التي تظهر نهجًا مبتكرًا في حل النزاعات في العالم الافتراضي، وتبرز قدرة أبوظبي العالمي (ADGM) على التكيف مع المشهد الرقمي المتغير بسرعة.
وكما تسهم هذه المبادرات في تعزيز مكانة أبوظبي العالمي (ADGM) كمركز مالي متطور وجهة تنظيمية رائدة، تُلهم الجهات التنظيمية الأخرى وتدفعها لتبني حلول متقدمة ترتقي بمعايير الحوكمة وآليات التعامل مع التقنيات الناشئة.
وإنني على يقين بأن هذا النهج يعزز دور أبوظبي العالمي (ADGM) في رسم مستقبل القطاع وتحديد كيفية تعامل الجهات التنظيمية مع الاحتياجات التنظيمية المتطورة باستمرار.
خاتمة
مع استمرار تطور القطاع، ستظل التحديات قائمة، لكن رؤية ADGM تضعه في موقع استراتيجي للتكيف مع التحولات المستقبلية، مما يمنح الشركات العاملة في هذا المجال بيئة موثوقة للنمو والابتكار. في النهاية، يمثل التفاعل المستمر بين الجهات التنظيمية والمبتكرين عنصرًا أساسيًا لضمان مستقبل مزدهر لصناعة البلوكتشين والتمويل اللامركزي عالميًا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
