يشهد سوق البيتكوين BTC حالة من الترقب الحذر بعد صعود قياسي، حيث يستقر السعر تحت حاجز 100 ألف دولار. لكن هذا الهدوء يخفي وراءه نقصًا حادًا في المعروض، مع تراجع أرصدة البيتكوين في البورصات لمستويات تاريخية. فهل نشهد قريبًا انطلاقة صاعدة جديدة؟ تحليلات سلسلة الكتل تشير إلى أن المستثمرين على المدى الطويل متمسكون بـ "الذهب الرقمي"، مما يضيق الخناق على العرض ويدفع السعر نحو الأعلى.
ورغم هدوء السوق مؤخرًا، فإن زخم الصعود لا يزال قويًا، ويعتقد العديد من المحللين أن هذه الوقفة ما هي إلا مؤقتة قبل انطلاق صعود آخر.
تراجع معروض البيتكوين في البورصات
شهدت أرصدة البيتكوين (BTC) في بورصات العملات الرقمية تراجعًا تاريخيًا، حيث تشير البيانات إلى نقص كبير في المخزون المتاح للبيع.
وفقًا لتقرير صادر عن شركة "10X Research" يوم الأحد، فقد أظهرت البيانات انخفاضًا حادًا في كمية البيتكوين المتاحة للشراء، وهو اتجاه يختلف تمامًا عن الصيف الماضي، حينما شهدت البورصات زيادة مؤقتة في الأرصدة المتاحة.
الرسم البياني المرفق يكشف بوضوح عن الفجوة بين العرض المتاح في البورصات وسعره.
حيث يظهر الخط الأزرق الذي يمثل متوسط 30 يوم للبيتكوين المتاح للشراء انخفاضًا حادًا. بينما ارتفع سعر BTC بشكل حاد خلال النصف الثاني من عام 2024، ليقترب مؤخرًا من حاجز 100 ألف دولار.
يشير مؤشر Bitcoin Available on Exchanges (LHS, million BTC) vs. Bitcoin (RHS) إلى العلاقة بين كمية البيتكوين المتاحة على منصات التداول وسعره. يقيس المؤشر الكمية المخزنة في المحافظ المرتبطة بالمنصات (الخط الأزرق) ويقارنها بسعر BTC (الخط الأبيض).
انخفاض الكمية المتوفرة على المنصات يُشير إلى تراجع العرض نتيجة سحب المستثمرين عملاتهم. مما قد يدفع السعر للارتفاع إذا ظل الطلب قويًا.
في المقابل، زيادة الكمية المتاحة قد تعكس استعدادًا للبيع، مما يزيد العرض ويضغط على السعر نحو الانخفاض.
يُستخدم هذا المؤشر لفهم ديناميكيات السوق، تقييم سلوك المستثمرين، والتنبؤ باتجاهات السعر المستقبلية.
حاليًا، حسب التقرير هناك ثلاث بورصات رئيسية فقط - وهي "Bitfinex" و"Binance" و"Coinbase" - تحتفظ باحتياطات كافية من البيتكوين لتلبية طلبات المشترين.
فيما تواجه البورصات الأصغر تحديات متزايدة في الحفاظ على السيولة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة تقلبات الأسعار.
ويتزامن هذا النقص في المعروض مع تزايد اهتمام المؤسسات المالية بمنتجات مالية مرتبطة بالبيتكوين مثل صناديق ETF بيتكوين الفوري.
وقد يؤدي تراجع مخزون البورصات إلى زيادة قوة الدفع صعود السعر مع تزايد الطلب من قبل كل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات.
المستثمرون يحققون الأرباح و لكنهم غير مستعجلين في جنيها
مؤشر آخر يظهر إعراض المستثمرين عن البيع في الوقت الراهن، هو نسبة الأرباح و الخسائر المحققة في محافظ البيتكوين Bitcoin Realized Profits and Losses حيث يظهر أنها تحقق أرباح قياسية.
هذا المؤشر يستخدم لقياس الأرباح والخسائر المحققة بناءً على معاملات البيتكوين المُسجّلة على البلوكشين. يتم احتساب هذا المؤشر من خلال مقارنة سعر الشراء الأصلي (وقت الحصول على العملة) بسعر البيع (وقت إرسالها إلى عنوان جديد). إذا كان سعر البيع أعلى من سعر الشراء، يُسجل ربح محقق، وإذا كان أقل، يُسجل خسارة محققة في المحفظة .
ارتفاع الأرباح المحققة يشير إلى احتمالية وجود زخم شرائي قوي وربما قرب وصول السعر إلى ذروة. حيث قد يبدأ المستثمرون بجني الأرباح.
المحلل أكسل أدلر (Axel Adler) في قراءة للمؤشر يرى أن المستثمرين رغم أنهم يحققون أرباح فإن واثقون من إمكانات البيتكوين على المدى الطويل.
وهذا يعد إشارة هامة، حيث يشير إلى أن الطلب على الأصل لا يزال قويًا وصحيًا رغم استراحة السوق.
مع استقرار السعر تحت حاجز 100 ألف دولار، ينتظر العديد من المتداولين والمحللين التحرك.
وستكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكان البيتكوين كسر هذا الحاجز النفسي والاستمرار في مسارها الصاعد. أو إذا كان هناك تصحيح أعمق في الأفق.
مع عودة السعر إلى مستوى الذروة تقريبًا في 22 نوفمبر، يظهر السوق مرونة واضحة في مواجهة التراجعات القصيرة.
الطلب الحالي على البيتكوين يمتص كل العرض المتاح للبيع، مما يشير إلى أن المشترين المتحمسين يفوقون عدد البائعين، وهو مؤشر على سوق صاعدة للغاية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.