أطلق مؤسس تطبيق تيليغرام، بافل دوروف، تحذيرًا صادمًا بشأن المستقبل القريب لفرنسا، مشيرًا إلى أن البلاد تقف على حافة انهيار مجتمعي واقتصادي خطير. وفي مقابلة مطوّلة نُشرت بتاريخ 18 يونيو، انتقد السياسات الفرنسية الحالية، وعلى رأسها الرئيس إيمانويل ماكرون، متهمًا إياه بالترويج للوهم على حساب الرؤية الحقيقية والإصلاح الجاد.
"فرنسا تزداد ضعفًا... وأنا قلق على مستقبلها"
دوروف، الذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2021، لم يُخفِ خيبة أمله مما وصفه بـ"انحدار مستمر" تعانيه فرنسا نتيجة القمع المتزايد لحرية التعبير وغياب التنافسية. وقال بوضوح:
"أنا معجب بالثقافة الفرنسية، لكنني قلق من الاتجاه الذي تسير فيه البلاد. ماكرون لا يتخذ القرارات الصائبة".
ويأتي هذا التصريح في سياق مشحون، إذ كان دوروف قد اعتُقل في فرنسا في أغسطس 2024 بتهم مثيرة للجدل مثل التواطؤ في جرائم مخدرات واحتيال منظم. ورغم نفيه القاطع لهذه التهم، يرى أنها جزء من تصفية حسابات سياسية تهدف إلى تقييد نفوذه الرقمي.
👈 اقرأ المزيد: لأن الخطر يزداد في مواسم الأعياد| كيف تكتشف عمليات الاحتيال؟
لم يكتفِ دوروف بالنقد السياسي، بل هاجم البنية الاقتصادية الفرنسية، معتبرًا أن فرنسا "لا تشجع التنافس، وبالتالي لا تنتج الازدهار". وأكد أن البلاد تشهد هروبًا متزايدًا للكفاءات نحو وجهات أكثر جاذبية مثل دبي وأبوظبي والولايات المتحدة.
"الفرنسيون موهوبون، لكن النظام يُخمد طاقاتهم ويطردهم. إنهم يخسرون مكانتهم في العالم".
واستشهد بحالات كثيرة لرواد أعمال ومبتكرين فرنسيين قرروا مغادرة بلادهم، لأن البيئة التنظيمية باتت خانقة وغير محفزة، لا سيما في القطاعات الحديثة كالتكنولوجيا والبلوكتشين.
"فرنسا تسير على خطى الاتحاد السوفييتي"
في أكثر تصريحاته إثارة، شبّه دوروف الوضع الحالي في فرنسا بأيام انهيار الاتحاد السوفييتي:
"عندما تؤجل الإصلاحات كثيرًا، تجد نفسك في فوضى شاملة. هذا ما حدث للاتحاد السوفييتي، وقد يحدث لفرنسا".
ويخشى دوروف من أن الركود الإصلاحي سيؤدي إلى تصاعد معدلات الجريمة، وتفكك اجتماعي، وأزمة اقتصادية حادة ما لم يتم التحرك بسرعة.
👈 اقرأ المزيد: قانون MiCA، كل ما تحتاج لمعرفته حول اللوائح الأوروبية المنظمة للسوق المشفرة
تصريحات دوروف تفتح النقاش حول موقع فرنسا الحقيقي في الاقتصاد الرقمي العالمي. فبين تضييق على الحريات وهجرة المواهب، تبدو البلاد، بحسب رأيه، متأخرة عن الركب العالمي في مضمار الابتكار والسيادة التقنية.
وبينما تسعى دول مثل الإمارات لجذب الكفاءات الرقمية والاستثمار في البنية التحتية للبلوكتشين، يلوّح شبح التراجع ببلد كان ذات يوم مرجعًا عالميًا في الثقافة والفكر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
