شهدت عملة الميم الكلابية دوج ويفهات (WIF) تراجعاً مفاجئاً بقيمة سوقية تقارب 1.2 مليار دولار خلال ثلاثة أيام فقط. جاء هذا الانهيار بعد أسابيع قليلة من إدراج العملة على منصتي التداول الأميركيتين كوينبيس Coinbase وروبنهود Robinhood. وهي خطوة في العادة تعزز انتشار العملات الرقمية البديلة، لكنها لم تحمِ دوج ويفهات من موجة الخسائر الأخيرة.
عند كتابة هذه السطور، يبلغ سعر WIF نحو 2.83 دولار، مسجّلاً انخفاضاً يومياً بنسبة 12%، ما عمّق خسائرها الأخيرة. وبالنسبة للمستثمرين الذين اشتروا العملة عبر كوينبيس أو روبنهود قبل صباح الثلاثاء. فإنهم على الأرجح في المنطقة الحمراء من حيث القيمة الدفترية لاستثماراتهم، رغم أنّ هذه الخسائر نظريّة ولم تتأكد بعد ببيع الأصول.
وتزامن ذلك مع مناخ سياسي توقّع بعض المراقبين أن يخفف الضغوط التنظيمية الصارمة من هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) بعد فوز دونالد ترامب بالبيت الأبيض. ما قد يمنح منصات التداول المركزية مرونة أكبر في إدراج أصول رقمية جديدة.
ازدهار و رواج عملة دوج ويفهات WIF
اطلقت عملة دوج ويفهات WIF في ديسمبر من العام الماضي، وخلال مسارها القصير حقّقت إنجازات ملفتة. ففي فبراير، تضاعفت الضجة حولها بوضع قبّعة وردية محاكة على تمثال الثور الشهير Charging Bull في مدينة نيويورك.
وفي مارس، جُمعت 700 ألف دولار لوضع تميمة العملة على واجهة لاس فيغاس سفير (Las Vegas Sphere)، لكن هذه الخطة لم تُنفّذ.
على عكس بورصات العملات الرقمية المركزية، يمكن لأي شخص إنشاء عملة رقمية و طرحها للتداول في بورصات التداول اللاّمركزية. مما يجعلها أرضًا خصبة لازدهار عملات الميم مثل WIF، التي اشتعلت شعبيتها بين المتداولين في وقت سابق من هذا العام.
فعلى سبيل المثال، تجاوزت القيمة السوقية لعملة الدوجكوين (Dogecoin) حاجز 70 مليار دولار مؤخراً. وشهد عام 2024 ظهور عملات ميم جديدة مثل بينت ذا سكويرِل (Peanut the Squirrel - PNUT) ومو دينغ (Moo Deng - MOODENG) وجست إيه تشيل غاي (Just a Chill Guy - CHILLGUY) التي ارتفعت قيمها بسرعة صاروخية على منصّات التداول اللامركزية.
التأثير السلبي لبورصات العملات الرقمية المركزية
في 13 نوفمبر الماضي، ، أعلن بول غريوال Paul Grewal المسؤول القانوني في كوينبيس. عبر تويتر عن إضافة WIF إلى خارطة الأصول المرشحة للإدراج. وبعد ساعات بدأ تداول عملة دوج ويفهات WIF في الولايات المتحدة، وشهدت طلب كبير عليها من المتداولون.
سجّلت العملة ارتفاعاً حاداً ، قفزت فيه من 2.96 دولار إلى 4.21 دولار، فيما بلغ حجم التداول 6.6 مليارات دولار في ذلك اليوم. متجاوزاً أرقام ذروتها السابقة عند 4.80 دولار في مارس.
بعد حوالي أسبوعين أدرجتها أيضا منصة روبن هود، مما أثار ارتفاعًا مشابهًا في عملة الميم. وحدث ارتفاع بنسبة 7% في غضون ثوانٍ من إعلان روبن هود، مما رفع سعر WIF إلى 3.47 دولار.
ولكن، كما ورد في بداية المقال، فإن العرس لم يدم طويلا، حيث سرعان ما بدأ سعر عملة الميم في التراجع. و رغم أنه جاء وسط موجة تصحيح عامة في السوق. إلا أن بعض المحللين يرون أن تأثير عمليات الإدراج في البوصات المركزية كان لها تأثير واضح.
حيث غالبا، ما تتبعها ارتفاعات قوية في البداية ثم عمليات جني أرباح من قبل الملاك القدامى من اشتروها في منصات التداول اللاّمركزية.
قال توماس دانليفي Thomas Dunleavy الشريك في شركة إم في غلوبال MV Global إن هذه الإدراجات هي غالباً مناسبات بيع بعد الخبر. مضيفاً أنّ التأثير الإيجابي عادة ما يكون قصير الأمد.
ووافقه بوب والدن Bob Wallden رئيس التداول في منصة أبرا Abra. قائلاً إن الإدراجات غالباً ما تُحفّز ارتفاعاً مؤقتاً يعقبه هبوط.
وتعكس تجربة عملة WIF وخسائرها الأخيرة حقيقة مفادها أنّ الإدراج في منصات مرموقة ليس ضمانة للنجاح.
وقد قال ليونيداس Leonidas الذي أطلق عملة الميم DOG•GO•TO•THE•MOON إن الوصول إلى قيمة سوقية تقترب من مليار دولار دون إدراج في منصة الفئة الأولى يُعد إنجازاً مثيراً. مؤكداً أنّ تأثير المنصات المركزية ليس العامل الوحيد في رسم مسار عملات الميم.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.