قالت شركة "كين جين" (KenGen)، المملوكة للحكومة الإثيوبية، إنها تخطط لعرض فائضها من الطاقة الحرارية الأرضية على شركات تعدين عملة بيتكوين المشفرة، التي تسعى للاعتماد على الطاقة النظيفة.
ومن الممكن أن تساعد هذه الخطوة شركات التعدين على خفض انبعاثات الكربون، في الوقت الذي تشهد فيه الصناعة تدقيقاً متزايداً في انبعاثات الكربون الناتجة عنها.
وقالت شركة "كين جين" إن عدداً متزايداً من شركات تعدين البيتكوين عرضت عليها شراء الطاقة الحرارية الأرضية. ولم تعلن الشركة عن تفاصيل إضافية. لكن عدم وجود شركات للتعدين في إفريقيا يرجح احتمال أن تكون الطلبات قادمة من شركات في الولايات المتحدة أو أوروبا، بحسب تقارير محلية.
فضاء للتعدين في أكبر منشأة طاقية في إثيوبيا
وتقضي الخطة بأن توفر إثيوبيا فضاءً لشركات التعدين في محطة "أولكاريا" لتوليد الكهرباء، التي تعد الأكبر في البلاد، والتي تبعد بنحو 123 كيلومتر عن العاصمة نيروبي.
وقال بيكاتسا مواغي، مدير تطوير الطاقة الحرارية الأرضية بشركة "كين جين" إن المحطة "توفر المساحة والطاقة اللازمة، لضمان استقرار" عمليات التعدين."
وتستخدم محطة "أولكاريا"، التي تملكها شركة "كين جين"، البخار المتصاعد من الصخور البركانية التي تتخللها الغازات الكبريتية في المنطقة، من أجل توليد الكهرباء.
وأقامت كينيا محطة "أولكاريا" في حديقة "بوابة الجحيم" الوطنية (HELLS GATE NATIONAL PARK)، وهي منطقة قاحلة من الصخور البركانية التي تتخللها الغازات الكبريتية.
وحسب مؤسسة "فيتش سوليوشنز" (Fitch Solutions) للأبحاث الاقتصادية، فإن كينيا تحصل على ما يقرب من نصف الكهرباء التي تنتجها من محطات الطاقة الحرارية الأرضية، بمعدل يفوق أي بلد آخر، وهي في طريقها لزيادة ذلك المعدل إلى ما يقرب من ثلاثة أخماس إنتاجها من الكهرباء بحلول عام 2030.
كينيا تنفتح على العملات الرقمية
يستهلك تعدين البيتكوين 204.50 تيراواط في ساعة من الكهرباء سنوياً ، وهو ما يعادل باستهلاك الطاقة السنوي في تايلاند، ويُقدر أنه يتسبب في أكثر من 22 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وترجع شركة "كين جين" تفكيرها بالسماح لشركات التعدين باستخدام فائض الطاقة الحرارية الأرضية إلى رغبتها في المساهمة في تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن تعدين البيتكوين.
في غضون ذلك، تدرس الحكومة الكينية إنشاء عملة رقمية للبنك المركزي، لكنها تحافظ على موقفها ضد تداول العملات المشفرة بسبب عمليات الاحتيال والمخاطر التي تنطوي عليها.
ومن الجدير بالذكر، أن غياب تشريع ينظم تداول العملات الرقمية في كينيا لا يمنع الكينيين من اقتحام المجال، إذ تشير بيانات عام 2021 أن نحو 8.5 في المائة من سكان البلاد، أي 4.5 مليون شخص، يملكون العملات الرقمية.
كما تعد كينيا من بين أفضل 10 دول على مستوى العالم فيما يتعلق بمعاملات البلوكتشين وحيازات العملات المشفرة.
طلب متزايد على التعدين الأخضر
يأتي ذلك في وقت يزداد فيه التنافس على اعتماد الطاقة النظيفة في تعدين البيتكوين، وهو ما جعل كل من آيسلندا والسويد والنرويج بشعبية واسعة كمواقع لتعدين العملات الرقمية، بسبب وفرة الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة المائية وطاقة الرياح.
غير أن تضاءل فائض الطاقة في الشمال الأوروبي جعل شركات التعدين الأخضر للبيتكوين تبحث عن وجهات أخرى. وتمثل كينيا بديلاً مثالياً لدول الشمال الأوروبي.
وتعد كينيا الأولى في العالم في مجال الكهرباء الحرارية الأرضية، بحسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية، وذلك بقدرة إنتاجية مركبة تبلغ 863 ميجاوات.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.