في خبر يظهر بجلاء درجة "الهبل" التي بلغتها عملات الميم، فبعد عملة ترامب و زوجته ميلانيا، هذه المرة جاء الدور على "كلب" المدير التنفيذي السابق لمنصة بينانس، تشانغ بينغ تشاو CZ ، إلى مصدر إلهام لإطلاق آلاف من عملات الميم الرقمية.
لم يكد تشاو CZ يُفصح عن اسم كلبه "بروكلي Broccoli " وينشر صورته حتى تهافت المطورون لاغتنام الفرصة، مطلقين ما يقارب 20 ألف عملة رقمية مستوحاة من الكلب، ليجد السوق نفسه أمام موجة جديدة من الحماس المحموم.
و كالعادة شهدت بعض هذه العملات ارتفاعات هائلة، أدت إلى تحول بعض الأفراد إلى أغنياء في لحظات، طبعا من أموال مئات الألاف من الطمّاعين الذين لم يحالفهم الحظ في هذه المقامرة المغلفة باسم الاستثمار المضاربة.
إعصار من عملات الميم
كان تشانغ بينغ زاو أحد أبرز وجوه عالم العملات الرقمية، ورغم مغادرته منصة بينانس وقضائه فترة في السجن، إلا أن تأثيره بقي راسخًا في أوساط المستثمرين والمتابعين.
وما أن أعلن عن اسم كلبه حتى اشتعلت موجة اهتمام غير مسبوقة في السوق، أشبه بحمى المضاربات التي صاحبت إطلاق عملات ميم سابقة.
القصة بدأت عندما تحدث تشاو CZ عن كلبه، مترددًا في الكشف عن اسمه وصورته، و لكنه تفاجئ بسيل من الرسائل في بريده الإلكتروني تدعوه لذلك، ما دفعه في النهاية إلى الكشف عن اسم كلبه "بروكلي"، وهو من فصيلة "بلجيان مالينوا" الشابة.
ما دفعه إلى مشاركة صورة الكلب وشرح سبب تسميته بـ"بروكلي"، مشيرًا إلى أنه أراد اسمًا يبدأ بحرف "B" وله صلة باللون الأخضر.
لم يمضِ وقت طويل (بضع ساعات) حتى تدفقت آلاف العملات المستوحاة من "بروكلي" إلى السوق، حيث استُخدمت شبكات BNB وسولانا كمنصات رئيسية لإطلاق هذه الأصول الرقمية.
وبينما كان العديد منها مجرد محاولات سريعة لتحقيق الأرباح، تمكنت إحدى العملات من الوصول إلى قيمة سوقية بلغت 14 مليار دولار قبل أن تنهار بشكل مفاجئ.
ورغم كل هذه التطورات، أوضح زاو أنه لم يكن طرفًا في إنشاء أي من هذه العملات، مضيفًا:
"أنا فقط نشرت صورة واسماً لكلبي، ولم أصدر أي عملة ميم. الأمر متروك للمجتمع ليقرر ما إذا كان سيطلقها أم لا."
وقد تساءل بدهشة عبر منصاته قائلاً:
"كيف يعمل هذا الأمر؟ أكشف عن اسم وصورة كلبي، ثم يبدأ الناس في إنشاء عملات ميم؟ كيف يمكن معرفة أيها هو 'الرسمي'؟ أم أن هذا غير مهم أصلًا؟"
وأضاف زاو أن اختياره لاسم "بروكلي" جاء بسبب رغبته في اسم يبدأ بحرف "B" وله دلالة لونية خضراء، مشيرًا مازحًا إلى أنه حتى في أبسط قراراته لا يستطيع الابتعاد عن عالم البلوكتشين.
غير أن هذا لم يمنع زاو من الإشارة إلى احتمالية تقديم مؤسسة BNB حوافز ودعم سيولة لأفضل هذه العملات، الأمر الذي زاد من حدة المضاربات.
المقامرة المغلفة بالمضاربة
لم يخلُ هذا الجنون من مكاسب ضخمة لبعض المتداولين، إذ استطاع أحدهم جني 7 ملايين دولار من التداول في إحدى العملات الميم المرتبطة بـ"بروكلي" خلال ساعات قليلة.
هذه الظاهرة ليست جديدة، بل تتكرر كل فترة مع عملات ميم جديدة تستند إلى شخصيات مشهورة أو اتجاهات شعبية، مما يؤدي إلى فقاعات سعرية غير مستدامة. وفي حين قد يحقق بعض المتداولين أرباحًا ضخمة، فإن معظم المستثمرين الصغار ينتهي بهم المطاف بخسائر فادحة نتيجة التذبذب الحاد والانهيارات السريعة في الأسعار.
اقرأ لتعرف أكثر: الرئيس الأمريكي يتسبب في خسارة 800 ألف مستثمر لأكثر من 2 مليار دولار
ظاهرة عملات الميم مثل "بروكلي" تعكس شكلًا من أشكال المقامرة المغلفة بالمضاربة، حيث يستغل المستثمرون الجدد والمنصات هذه العملات كوسيلة لتحقيق أرباح سريعة دون أي قيمة مضافة حقيقية للسوق. غالبًا ما تُسوق هذه العملات باعتبارها فرصًا ذهبية للربح السريع، مما يؤدي إلى دخول متداولين صغار وجدد يفتقرون إلى الخبرة اللازمة لفهم المخاطر الكامنة.
تؤثر هذه الظاهرة سلبًا على أغلب المتداولين الصغار الذين ينجذبون إلى هذه العملات بسبب الضجة الإعلامية، دون أن يكون لديهم فهم كافٍ حول استراتيجيات التداول أو تحركات السوق.
في النهاية، تتحول هذه العملات إلى فخاخ لاستنزاف المال، حيث يستفيد منها قلة من المحترفين/ المحظوظين بينما يخسر الأغلبية أموالهم، تماما مثل صالة القمار في الكازينو.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
