أثار الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي (Javier Milei)، جدلًا واسعًا بعد ترويجه لعملة ميم تُعرف باسم LIBRA عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبعد ساعات من نشره للتغريدة، حذفها مدعيًا أنه لم يكن على دراية بحقيقة المشروع، بل كان يظن أنها شركة تهدف إلى تمويل مشروعات خاصة.
ومع تهاوي سعر العملة ورفع دعوى قضائية، تسارعت الأحداث وكُشف عن تورط عدّة شخصيات رئيسية في إطلاقها، وهم جوليان بيه (Julian Peh)، هايدن ديفيس (Hayden Davis)، ماوريسيو نوفيلي (Mauricio Novelli)، ومانويل غودوي (Manuel Godoy). فمن هم هؤلاء، وما أدوارهم في هذا الجدل؟
جوليان بيه و KIP Protocol: صلة مباشرة بالرئيس؟
تُعد شركة KIP Protocol، التي يترأسها جوليان بيه، واحدة من الجهات التي أُلقي عليها اللوم في هذه القضية. بيه، خريج جامعة سنغافورة الوطنية، بدأ مسيرته كمحامٍ قبل أن يتحول إلى عالم المال والتكنولوجيا. بعد عدة مشاريع ناجحة في قطاع الرفاهية، دخل مجال العملات الرقمية عام 2016.
التقى بميلي في أبريل 2024 خلال مؤتمر Tech Forum Argentina، حيث كانا من المتحدثين، مما أدى إلى تعميق علاقتهما. لاحقًا، تم اختيار KIP Protocol كعضو في لجنة البلوكشين لحكومة مدينة بوينس آيرس.
أطلقت KIP Protocol عملتها الخاصة KIP على شبكة الإيثريوم في ديسمبر 2024 بقيمة سوقية بلغت 32 مليون دولار، لكنها سرعان ما فقدت جزءًا كبيرًا من قيمتها، حيث تراجعت إلى 8.43 مليون دولار وفقًا لموقع CoinMarketCap.
وبعد إطلاق عملة LIBRA، نفت KIP Protocol أي دور لها، مؤكدةً أن شركة كيلسير (Kelsier) التابعة لديفيس كانت المسؤولة عن جميع الأموال. ومع ذلك، ظلت الشكوك تحيط بتورط بيه، خاصة بعد تصريحات متضاربة حول طبيعة علاقته بالمشروع.
هايدن ديفيس وكيلسير: المُدافع المتهم؟
كان هايدن ديفيس في قلب العاصفة الإعلامية بعد انهيار LIBRA، حيث أجرى عدة مقابلات دفاعًا عن دوره. بدأ ديفيس مسيرته في ريادة الأعمال وأسّس عدة شركات قبل انضمامه إلى كيلسير عام 2020 كمدير تنفيذي.
ووفقًا لمنشور رسمي على تويتر، فقد التقى بالرئيس ميلي في يناير 2025 لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبلوكشين.
بعد انهيار LIBRA، صرح ديفيس بأنه ليس سوى "حافظ للأموال" وليس مالكها، مؤكدًا أن الأموال ليست ملكه بل تعود "للأرجنتين". ومع ذلك، تم تسريب رسائل زُعم فيها أنه ادعى قدرته على التأثير على قرارات الرئيس الأرجنتيني، مما أثار المزيد من التساؤلات حول دوره الحقيقي. كما ورد في التقارير أن ديفيس صرّح بأن دفع أموال لشقيقة الرئيس، كارينا ميلي، قد يضمن تنفيذ بعض القرارات.
في مقابلة مع محقق العملات الرقمية و اليوتيوبر Coffeezilla، أكد ديفيس أن دوره كان مقتصرًا على توفير السيولة لمشروع LIBRA، مشيرًا إلى أن السيطرة على الأموال تعود للحكومة الأرجنتينية.
لكن هذا التصريح يتناقض مع مزاعم أخرى تقول إنه لا يزال يحتفظ بـ 100 مليون دولار من الأموال المرتبطة بالمشروع.
ماوريسيو نوفيلي ومانويل غودوي: هل كانا المحركين الرئيسيين؟
يرتبط ماوريسيو نوفيلي ومانويل غودوي بمنصة Tech Forum Argentina، التي كانت KIP Protocol أحد رعاتها. نوفيلي، وهو متداول محترف، حظي بسمعة جيدة في مسابقات التداول اليومي، كما كانت له علاقات سابقة بميلي. يُقال إنه كان وراء طرح فكرة LIBRA لشركة KIP Protocol.
أما غودوي، فقد بدأ مسيرته كمؤثر رقمي قبل أن يتحول إلى تقديم محتوى مالي، حيث أسس عدة شركات. عبر منصته على X، أبدى تأييده القوي لميلي، ما يجعل احتمالية تورطه في المشروع أكثر وضوحًا. غودوي معروف أيضًا بكونه يوتيوبر متخصص في مجال التداول والاستثمارات المالية، ويملك قاعدة جماهيرية ضخمة.
وفقًا لوثائق مسربة، فإن نوفيلي وغودوي كانا ضمن الفريق الأساسي الذي خطط لإطلاق LIBRA، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيرهما على اتخاذ القرارات داخل المشروع. كما ورد أن نوفيلي كان يسعى إلى توظيف تقنيات جديدة في السوق الأرجنتينية، مستغلًا قربه من الإدارة السياسية.
من يتحمل المسؤولية فضيحة LIBRA ؟
مع تضارب الروايات، لا تزال المسؤولية القانونية غامضة. من جهة، تنصلت KIP Protocol وديفيس من أي دور في الإطلاق المباشر، بينما أُلقي اللوم على نوفيلي وغودوي. البعض يرى أن الرئيس ميلي قد يكون تعرض للخداع من قبل مستشاريه، بينما يرى آخرون أن الأمر كله محاولة للتنصل من المسؤولية.
الجدير بالذكر أن السلطات الأرجنتينية لم تصدر حتى الآن بيانًا رسميًا حول الإجراءات القانونية المحتملة، لكن الضغوط الإعلامية المتزايدة قد تدفع إلى فتح تحقيق رسمي في القضية. حتى ذلك الحين، يبقى السؤال الأهم: هل ستُحاسب أي من هذه الشخصيات على هذه الفضيحة، أم أن القضية ستُطوى كما بدأَت؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
