في عالم البيتكوين، لم يعد التعدين مغامرة فردية كما كان في بداياته. فاليوم، تهيمن شركات عملاقة مدرجة في البورصة على المشهد بفضل قوتها الحاسوبية الهائلة. ومع ذلك، ينجح بين الحين والآخر "فارس منفرد" في اقتناص إحدى كعكات الشبكة، مذكّرًا الجميع بأن الحظ – مع قليل من القوة التقنية – لا يزال له كلمة مسموعة.
قصة الكتلة 910440: مفاجأة من العيار الثقيل
في 17 أغسطس، شهدت شبكة البيتكوين حدثًا غير متوقع: كتلة جديدة برقم 910440 تم حلّها ليس من طرف Foundry USA أو Antpool أو F2Pool – تلك الأسماء المعتادة في لوحة الشرف – بل من قِبل منجم وحيد يعمل عبر Pool صغير يعرف باسم Solo CK.
المكافأة؟ نحو 3.137 بيتكوين، أي ما يعادل 371 ألف دولار بين الجائزة الأساسية (3.125 BTC) ورسوم المعاملات. بالنسبة لمجتمع الكريبتو، كان هذا أشبه بقصة "الصياد الذي اصطاد الحوت" وسط محيط يعجّ باللاعبين الكبار.
👈 اقرأ المزيد: حرق تاريخي: OKX تدمر 35 مليار دولار من OKB وتقود قفزة 180%
Solo CK: ساحة للمغامرين
منصة Solo CK ليست سوى تجمع بسيط ومجهول الهوية مخصص للمنقبين الفرديين، من دون ضمانات أو مسؤوليات كبيرة. ورغم أن حصته من قوة التعدين لا تتجاوز أجزاء صغيرة جدًا من النسبة العالمية (0.19% في ذروته عام 2025)، إلا أن نتائجه المدهشة جعلت اسمه يتردد مرة واحدة تقريبًا كل شهر مع خبر "منجم منفرد يفوز بكتلة".
نجاح المنقب في هذا السياق يشبه شراء تذكرة يانصيب: الاحتمال ضعيف جدًا، لكن عندما يبتسم لك الحظ، تكون الغنيمة هائلة.
👈 اقرأ المزيد: عملة TOWER تصعد للنجومية بعد تغريدة واحدة!
بين الحظ والآلة: المعادلة الحقيقية
قد يبدو الأمر ضربة حظ خالصة، لكن كما يوضح "صامويل لي"، مدير التقنية في شركة معدات التعدين ASICKey، فإن القوة الحاسوبية لا تقل أهمية. فالتعدين الفردي – بحسب قوله – "يبقى لعبة احتمالات، إلا إذا كنت تمتلك عشرات الـPetahashs في الثانية، وهو الحد الأدنى تقريبًا لضمان فرصة إحصائية معقولة".
وبالأرقام، فإن من يمتلك قوة 1 PH/s يملك فرصة واحدة من بين 650 ألفًا فقط للفوز بكتلة. مع ذلك، يثبت بعض هؤلاء المغامرين أن المعجزات الرقمية ما زالت ممكنة، وأن المثابرة، مع قليل من الصبر والعتاد القوي، قد تجعل الفرد يتفوق على الجيوش.
👈 اقرأ المزيد: "CP3O" من مؤثر إلى محتال.. سنة سجن لمُعدّن العملات على حساب الآخرين!
في كل مرة ينجح فيها منجم منفرد في اقتناص كتلة بيتكوين، يعود السؤال القديم إلى الواجهة: هل لا يزال التعدين مجالًا للمغامرين الصغار؟ ربما يكون الطريق صعبًا وضيقًا، لكن كما في أمثالنا العربية: "من صبر نال"، وهذا بالضبط ما يعيشه هؤلاء الجنود المجهولون في معركة الحسابات الرقمية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
