صاحب الضجة الإعلامية الكبيرة التي أحاطت بالذكاء الاصطناعي، العديد من الشائعات، الخرافات غير الواقعية والمفاهيم الخاطئة عن هذا المجال. قد يستغرب الكثير من الذين لهم فكرة عن الصناعة الذكية عن سبب ومصدر تلك الخرافات التي لا يمت بعضها للذكاء بصلة.
ولكن يؤمن الكثير أنها أخبار يتم صناعتها من أجل استهداف نجاح الذكاء الاصطناعي ونشر الخوف بخصوص عمل الروبوت وأجهزة الكمبيوتر فائقة الذكاء. وبالتالي، إثارة الشكوك حول تأثير الذكاء المحاكي لذكاء الإنسان على الهوية البشرية ونشر الرفض فكرة محاكاة العقل البشري.
خرافات الذكاء الاصطناعي التي يؤمن بها الكثير من الناس
نجحت العديد من الشركات في تبني تقنية الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منها وحتى مساعدة الأفراد على تيسير مهامهم واستكمالها دون جهد. لكن يبقى في الوسط الكثير من المعلومات المغلوطة حول المجال المبتكر وما يمكنه يقدمه.
فيما يلي بعض الخرافات غير الواقعية التي انتشرت بخصوص الذكاء الإصطناعي:
- AI سوف يقضي على الوظائف ويخلق أزمة بطالة
قد تتأثر بعض الصناعات بالذكاء الإصطناعي وقد يفقد بعض العمال مناصبهم! لكن ذلك حدث من قبل بسبب ابتكارات أخرى أيضًا. على سبيل المثال، تسببت الثورة الصناعية في القرن الـ19 في استبدال العربات التي تجرها الأحصنة بالسيارات. لكن هل خلق ذلك أزمة وظائف ؟ بالطبع لا!
يعيش الكثير من الأفراد هاجس أن الذكاء الإصطناعي قد يقضي على مصدر رزقهم وأن شركاتهم ستستبدلهم بروبوتات لا تشتكي ولا تتأخر عن مهمة. لكن في الحقيقة هذه خرافة لا أكثر.
مثلما فعلت الثورة الصناعية، سوف يؤدي AI في تغيير الوظائف الحالية وإنشاء وظائف جديدة وقد يساهم في تيسير مهام الموظفين ولكن ليس القيام بها كلها.
بالرغم من ذلك، حاليًا يتم استبدال العديد من الوظائف المملة والمتكررة في مجالات متنوعة بروبوتات الذكاء الاصطناعي مثل خدمة العملاء وإدارة مركز البيانات وغيرها. لكن دائما ما يكون هناك مناصب ووظائف للبشر أعلى من الروبوت. فروبوتات AI أقل ذكاءً من الإنسان وقد تكون أكثر خطئًا.
- يوفر الذكاء الاصطناعي نتائج مذهلة كلما استخدمته
في الحقيقة هناك شيء يجب أن يتعلمه كل باحث ليصل إلى الدراسة التي ترضيه و هي استخدام الكلمات المفتاحية الصحيحة للبحث عن شيء معين. الأمر نفسه ينطبق عن نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي أو تحليلاته، تقدم تلك البرامج النتائج حسب الكلمات المفتاحية المستخدمة و حسب مخزونه من البيانات.
لذلك، يحتاج نجاح الذكاء الإصطناعي إلى خطة بحثية، تخطيط مدروس، وفكرة واضحة للنتائج التي ترغب في تحقيقها. كما أيضًا يحتاج الباحث للوقت لفهم طريقة عمل تطبيق AI.
وبالتالي، من المهم مراجعة مصادر التطبيق الذكي المستخدم و إعداد إطار عمل إستراتيجي ونهج تكراري لتجنب تقديم مجموعة عشوائية من حلول الذكاء الإصطناعي غير المتصلة.
وكذلك يجب التنويه أن تطبيقات AI لا تقدم بيانات لا تمتلكها وليس لها إجابة على كل سؤال يخطر في بالكم. ولاستخدامها بنجاعة، من الواجب فهم طريقة عملها!
- الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء من الناس وقرارته الأكثر صوابًا!
مع العلم أن الذكاء الاصطناعي من صنع مخلوق (الإنسان)، فهل حقًا يصدق أحدكم أن صناعة المخلوق ستتفوق على صناعة الخالق؟ بالطبع لا! كيف يصدق البعض هذه الخرافة؟ لا ندري!
في الحقيقة، AI ذكي بالقدر الذي يستطيع المبرمج جعله ذكيًا. بينما يبقى أذكى محرك على وجه الأرض والأكثر تطوراً هو العقل البشري، ولن يطور خبراء الذكاء الاصطناعي ذكاءً يتفوق على قدرتهم كبشر (مع العلم أن قدرة كل مبرمج تختلف عن الآخر).
العقل البشري هو الذي أنشأ الخوارزميات والمعلومات التي تشكل ذكاء الكومبيوتر والروبوتات. يقوم المبرمج على قدر ذكائه ببرمجة ذكاء إصطناعي للكمبيوتر ويمنحه الأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات والقيام بمهام محدودة.
ويمكن أن يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات ويتخذ القرارات أسرع من البشر. لكن هذا لا يعني أن تلك القرارات صحيحة أو مدروسة بالشكل الكافي. تحتمل نتيجة كل بحث أو قرار اصدره AI الصدق والكذب معًا.
في الواقع يستطيع برنامج AI اتخاذ القرار بناءً على بياناته وتحليلاته. لكن لن تكون له الكلمة الأخيرة. خاصةً عندما يتعلق الأمر بمجالات معينة، مثل قرار طبي يتعلق بنتائج فحص الأشعة السينية والتشخيص.
- كلما كثرت البيانات، كانت نتائج أبحاث الذكاء الاصطناعي أفضل وأصدق
هذه أيضًا واحدة من أكثر البيانات المغلوطة حول فعالية الذكاء الاصطناعي. والحقيقة التي يجب التسليم بها أن كمية البيانات ليس بالأمر الجلل في شتى المجالات. فالأكثر أهمية من ذلك هو نوعية وجودة تلك البيانات.
في الإحصاء التطبيقي، كلما كبرت العينة التي تتم دراستها، يزيد تمثيلها للمجتمع وتصبح النتائج أكثر واقعية وأقرب للتعميم. لكن إذا أخذنا في عين الاعتبار أننا في حال عملنا على عينة دراسة أصغر لاستخراج بيانات ذات جودة، فإننا سنتوصل إلى نتائج أفضل ومعلومات أكثر ومصداقية أكبر.
وكذلك في عالم البرامج الذكية اصطناعيًا، لا يحتاج التطبيق فقط إلى بيانات كثيرة. لكنه بحاجة إلى بيانات ذكية. للحصول على رؤى عمل أكثر فاعلية مستمدة من الذكاء الاصطناعي، يجب أن تكون بياناتك عالية الجودة ومحدثة وذات صلة وثرية.
وقد ذكرنا سابقًا، أنه يجب على الشخص دائما الاطلاع على المصادر التي يستخدمها تطبيق الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمونه لمعرفة مدى مصداقية وجودة البيانات التي ستشكل نتائج بحوثهم ودراساتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- لا يحتاج AI إلى الأشخاص والمؤسسات لتشغيله.
يرتكز عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على البيانات والخوارزميات والنماذج. ولكن حتى يكون برنامج AI قابل للتوسع لتلبية احتياجات العمل المتغيرة. فإنه يحتاج إلى المطورين والمبرمجين ومدخلى البيانات والترقية والتجديد. وبالتالي، يعتمد AI على الأشخاص لتقديم البيانات الصحيحة له والعمل معها بالطريقة الصحيحة.
كما أن الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بسيطرة الروبوتات على حياة البشر. يتم تصميم تلك البرامج الذكية بهدف تخفيف العبء عن البشر للتفرّغ للمهام الإستراتيجية بقدر أكبر.
حتى الآن، تم تصميم معظم حلول الذكاء الإصطناعي للمؤسسات بواسطة علماء البيانات. تتطلب هذه الحلول إعدادًا وصيانة يدوية وشاملة وتتسم بقابلية التوسع التي ينفذها الأشخاص والشركات.
- لا يمكن أبدًا الوثوق بما يفعله AI
هذه الخرافة لا يمكن تكذيبها بشكل كامل، لكن الحقيقة أنه لا يمكن الوثوق بشكل أعمى فيما يقدمه الذكاء الإصطناعي وفيما تقدمه كل الصناعات أيضًا! فالذكاء الاصطناعي هو نتاج عمل البشر، والبشر ليسوا معصومين عن الخطأ.
بالرغم من أنه في وقت مبكر، كان يُنظر لبرامج الذكاء الاصطناعي على أنها مواقع ذو خلفية غامضة. بسبب عملها دون تقديم نظرة شفافة عن عمل الخوارزمية الأساسية. إلا أنه حاليًا، يوفر المسوقين لأنظمة AI ومطوريها رؤية واضحة حول خلفية ابتكاراتهم من أجل كسب ثقة العميل.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
