بعد انهيار سيليكون فالي، سيلفرغيت وسيغنتشر في الولايات المتحدة. يبدو أن تداعيات سقوط كبرى البنوك لا تزال تلقي بظلالها على السوق المصرفي الأمريكي الذي يواجه أزمة. والآن يبدو أن بنكًا رابعًا يعاني من استمرار الخسائر المصرفية في أمريكا.
مؤخرًا، يحظى بنك أوف أمريكا (BofA) Bank of America باهتمام كبير. ذلك بعدما كشفت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) عن تكبد البنك لخسائر ورقية تجاوزت 100 مليار دولار خلال الربع الأول من 2023.
للتنبيه: تعني الخسائر الورقية (أو الخسائر غير المحققة) فهي الخسائر الناتجة من عملية إعادة التقييم لبعض بنود الميزانية. يعني هي الخسائر التي لم يتم تحقيقها بعد، والتي يتم تحصيلها عند إغلاق الصفقة.
مثلًا في حالتنا، قام بنك أوف أمريكا باستثمار ما يقارب 700 مليار دولار في أصول مالية. وقبل تاريخ احتساب العوائد (إغلاق الصفقة) انخفضت تكلفة ذلك الاستثمار بأكثر من 100 مليار دولار.
خسائر بنك ثاني بنك في أمريكا فاقت 100 مليار دولار في الربع الأول من 2023
في الآونة الأخيرة، أصدرت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع FDIC بيانات تشير إلى أن بنك أوف أمريكا (Bank of America)، ثاني أكبر مؤسسة مالية في الولايات المتحدة، يواجه خسائر غير محققة تقارب 109 مليار دولار. مع العلم أن الميزانية التقديرية للبنك تبلغ حوالي 2.39 تريليون دولار (ضعف صناعة التشفير كاملة).
أما سبب تكبد البنك لهذه الخسائر غير المحققة فيرجع إلى قيامه باستثمار كبير في عدد من الأصول. مثل سندات الحكومة الأمريكية، خلال جائحة كورونا، عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة وكان الوصول إلى الأموال سهلًا.
حيث قبل ثلاث سنوات، قرر بنك أوف أمريكا ضخ 670 مليار دولار من تدفقات الودائع إلى أسواق الديون. في وقت يتم فيه تداول السندات بأسعار مرتفعة وعوائد منخفضة تاريخيًا.
في تلك المرحلة، اعتبر البنك، إلى جانب عدد من البنوك الأخرى، هذه السندات بمثابة استثمارات آمنة وخالية من المخاطر. على الرغم من عوائدها المتواضعة نسبيًا. ومع ذلك، فقد تغير الوضع مع ارتفاع التضخم وتغير نهج الإدارة الاقتصادية.
الآن، بعد أن ارتفعت العائدات وانخفضت أسعار السندات، تراجعت قيمة محفظة البنك. تركت هذه القرارات بنك أوف أمريكا (BofA)، ثاني أكبر بنك في أمريكا من حيث الأصول، مع أكثر من 100 مليار دولار من الخسائر الورقية في نهاية الربع الأول. وفقًا لبيانات من مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية. كذلك يتجاوز المبلغ بكثير الخسائر غير المحققة في سوق السندات التي أبلغ عنها أكبر أقرانها.
كما، تكبد بنك جي بي مورجان تشيس JPMorgan Chase وويلز فارجو Wells Fargo، أول وثالث أكبر بنك في البلاد على التوالي، خسائر غير محققة في سوق السندات بنحو 40 مليار دولار.
أما المبلغ الإجمالي للخسائر غير المحققة في السوق المصرفي الأمريكي فقد وصلت إلى 515 مليار دولار وفقًا لبيانات مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية، ولما أوردته صحيفة فاينانشيال تايمز. وبالتالي، يتحمل بنك أوف أمريكا لوحده خمس الخسائر غير المحققة التي تحتفظ بها بنوك الولايات المتحدة.
في الختام، تراجعت أسهم بنك أوف أمريكا بنسبة 15٪ هذا العام. مما يجعلها الأسوأ أداءً من أي من منافسيها الكبار. اكتسبت أسهم جي بي مورجان JPMorgan، أكبر بنك في الولايات المتحدة، 3٪.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.