في خطوة مفصلية، أعلنت شركة تيثر، أكبر مُصدّر للعملات المستقرة (USDT) عالميًا، عن تعيين بوه هاينز، الرئيس السابق لـ"مجلس الكريبتو في البيت الأبيض"، مستشارًا استراتيجيًا لملفاتها الأمريكية.
هذا التعيين يأتي بعد أن لعب هاينز دورًا رئيسيًا في صياغة قانون GENIUS، وهو الإطار الفيدرالي الجديد المنظم للعملات المستقرة، ما يجعل وصوله إلى تيثر حدثًا يربط بين النفوذ السياسي والقطاع المالي الرقمي.
من ملاعب الكرة إلى قلب التشريعات
هاينز ليس مجرد مسؤول سابق؛ مسيرته غير تقليدية. فقد كان لاعب كرة قدم، قبل أن يخوض الانتخابات كمرشح جمهوري للكونغرس، ثم يتحول إلى محامٍ متخرج من جامعة ييل.
في ديسمبر 2024، التحق بإدارة ترامب، وأدار مجلس الكريبتو في البيت الأبيض حيث قاد النقاشات التي أفضت إلى اعتماد قانون GENIUS. كما أشرف على تنظيم قمة جمعت أبرز قادة الصناعة بمسؤولين حكوميين.
وبعد سبعة أشهر فقط، غادر البيت الأبيض متجهًا إلى القطاع الخاص، لتعلن تيثر انضمامه إليها في أغسطس 2025.
👈 اقرأ المزيد: مسؤولة في الاحتياطي الفيدرالي: لا بديل عن تجربة الكريبتو لفهمه
طموحات أمريكية تتبلور
رئيس تيثر التنفيذي باولو أردوينو أكد أن خطط الشركة للتوسع داخل الولايات المتحدة أصبحت في مراحل متقدمة، مشيرًا إلى أن خبرة هاينز في فهم المسار التشريعي ستكون ركيزة لتحقيق هذا الهدف.
تيثر، التي تصدر أكثر من 166 مليار دولار من عملة USDT المتداولة عالميًا، لطالما وُجهت إليها انتقادات لغياب مرجعيتها التنظيمية داخل الولايات المتحدة. غير أن قانون GENIUS غيّر قواعد اللعبة، فاتحًا الباب أمام العملات المستقرة المنظمة.
👈 اقرأ المزيد: نهاية عصر "السبعة الرائعين"؟ البيتكوين يتأهب لصعود جديد
من “عملاق أوفشور” إلى منافس مؤسسي
خطوة استقطاب هاينز تمثل محاولة من تيثر لتغيير صورتها من "عملاق يعمل من الخارج" إلى مؤسسة تسعى للامتثال داخل أكبر سوق عالمي. هذا يأتي في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين لاعبين كبار مثل سيركل، ومبادرات مصرفية أمريكية محتملة.
الهدف المعلن: إطلاق العملات المستقرة بمعايير مؤسسية (institutional-grade)، قادر على المنافسة في المدفوعات، التسويات المصرفية، والأسواق المرمّزة.
👈 اقرأ المزيد: عامل تعدين منفرد يتحدى الكبار ويظفر بـ 371 ألف دولار من بيتكوين
رسالة إلى السوق: الكريبتو في قلب واشنطن
تعيين هاينز لا يعد مجرد حركة رمزية، بل هو إشارة مباشرة إلى تقارب غير مسبوق بين صناعة الكريبتو وصانعي القرار في واشنطن. المستثمرون المؤسسيون الذين يراقبون السوق بحذر قد ينظرون إلى هذه الخطوة كضمانة إضافية، تمهّد لمرحلة اعتماد واسع النطاق.
فإذا نجحت تيثر في استراتيجيتها، فقد تتحول العملات المستقرة من قطاع يُتهم بالضبابية إلى ركيزة مدمجة في النظام المالي الأمريكي والعالمي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
