تشير توقعات مصرف ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) البريطاني إلى استمرار تراجع هيكلي في سعر عملة إيثريوم ETH خلال عام 2025، مع تخفيض السعر المستهدف لها من 10,000 دولار إلى 4,000 دولار فقط.
يتوقع جيف كيندريك (Geoff Kendrick)، رئيس وحدة أبحاث الأصول الرقمية لدى المصرف، أن يستمر انخفاض سعر ETH مقابل BTC حتى نهاية عام 2027. وهو ما يعني أن إيثريوم ستتخلف تدريجيًا عن بيتكوين من حيث القيمة السوقية، حتى وإن ارتفع سعرها اسميًا.
يشير كيندريك إلى أن هذا التراجع النسبي ناتج عن النمو المتسارع في شبكات الطبقة الثانية المبنية على إيثريوم. لا سيما سلسلة "بيس" (Base) التابعة لمنصة كوينبيس (Coinbase).

ما معنى التراجع الهيكلي
"التراجع الهيكلي" هو مصطلح يُستخدم في التحليل الاقتصادي والمالي للإشارة إلى انخفاض طويل الأمد في الأداء أو القيمة. ناتج عن تغييرات أساسية أو جوهرية في بنية السوق أو النظام، وليس بسبب عوامل مؤقتة أو تقلبات عابرة.
في سياق الحالي:
عندما يُقال إن إيثريوم يمر بـ"تراجع هيكلي"، فالمقصود أن هناك أسبابًا داخلية وعميقة في المنظومة نفسها تؤدي إلى تراجع مستمر في قيمتها السوقية أو حصتها مقارنة بعملات مثل بيتكوين، مثل:
- فقدان رسوم المعاملات لصالح شبكات الطبقة الثانية.
- ضعف نموذج الإيرادات الخاص بمؤسسة إيثريوم.
- توسع استخدام شبكات بديلة تُبنى فوق إيثريوم لكنها لا تغذيها ماليًا بشكل مباشر.
بمعنى آخر، المشكلة ليست مؤقتة أو مرتبطة بأخبار سلبية عابرة، بل ناتجة عن تغيرات جوهرية في كيفية عمل النظام البيئي. وقد تستمر آثارها ما لم يُتخذ إجراء استراتيجي لإصلاح الوضع.
شبكات الطبقة الثانية وتأثيرها السلبي على اقتصاد إيثريوم
تلعب شبكات الطبقة الثانية (Layer-2)، مثل Arbitrum وOptimism وzkSync Era وPolygon zkEVM، دورًا حاسمًا في تعزيز كفاءة إيثريوم، إلا أنها في الوقت ذاته تقلل من العوائد المالية التي تجنيها الشبكة الأصلية.
إذ يوضح كيندريك أن استخدام هذه الشبكات يقلل من الرسوم التي تصل إلى مؤسسة إيثريوم، حيث تذهب بدلاً من ذلك إلى كيانات أخرى مثل كوينبيس. ما يُضعف العائد الاقتصادي للشبكة ويُجبر المؤسسة على إصدار مزيد من العملات لتغطية التكاليف.
على الرغم من عدم كشف كوينبيس عن عائدات شبكة "بيس" بشكل مباشر. إلا أن بيانات Coin Metrics تُقدّر أرباح المشروع خلال الربع الأخير من عام 2024 بنحو 7,417 عملة ETH، أي ما يعادل 24 مليون دولار تقريبًا.
ويرى المحللون أن هذا النموذج يكرّس لتراجع مكانة إيثريوم كمصدر رئيسي للعائدات ضمن منظومتها الخاصة.
الآمال معقودة على تحديث بيكترا Pectra... ولكن!
رغم التحديات، تنتظر مجتمع إيثريوم ترقية مرتقبة تُعرف باسم "بيكترا" (Pectra)، والتي تُعد أكبر تحديث منذ عملية الدمج (The Merge) في عام 2022.
يُتوقع أن يُحسّن التحديث من آلية تحصيص العملات (staking) ويرفع حدودها الحالية. بالإضافة إلى إتاحة دفع رسوم الغاز بعملات رقمية بديلة غير عملة ETH.
رغم بعض المشكلات الفنية في الاختبارات، قد يتم تفعيل التحديث في الشبكة الرئيسية بحلول 25 أبريل. بعد إطلاق شبكة اختبار أخيرة تُدعى "هودي" في وقت لاحق من مارس. وهو ما يُعوَّل عليه جزئيًا في إنعاش أداء الإيثيريوم على المدى المتوسط.
يشير كيندريك إلى أن ارتفاع الطلب على الأصول الحقيقية المُرمّزة – والتي تعتمد غالبًا على شبكة إيثريوم – قد يعيد بعض التوازن في المدى المتوسط. إلا أنه يرى أن هذا العامل لم يعد كافيًا لوحده لدعم النظرة المستقبلية للعملة .
كما استبعد أن تتخذ مؤسسة إيثريوم خطوات تجارية استباقية مثل فرض ضرائب على شبكات الطبقة الثانية. وهو ما قد يحد من قدرتها على استعادة حصتها السوقية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
