بينما تتأجج مجددًا الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجه التصعيدي، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية جديدة قد تصل إلى 50% على المنتجات الأوروبية، إن لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري "عادل" بحلول التاسع من يوليو.
بالتوازي مع هذه التهديدات، تواصل مؤسسات ترامب التوسع في مجال العملات الرقمية، عبر تقديم ملف رسمي لإطلاق صندوق استثماري ETF جديد خاص بعملة البيتكوين والإيثيريوم، في خطوة تعزز حضوره المتزايد في عالم الكريبتو.
تصعيد جمركي يلوح في الأفق بين واشنطن وبروكسل
بعد عودته من قمة مجموعة السبع، صرّح ترامب بأن الاتحاد الأوروبي "لا يقدم اتفاقًا منصفًا"، مهددًا بزيادة الرسوم الجمركية من 10% إلى 50% على المنتجات الأوروبية في حال لم يتم التوصل إلى تسوية مرضية. هذا التهديد يأتي في وقت حرج، إذ تُظهر التقارير الاقتصادية أن هذا النوع من التصعيد يشكل خطرًا كبيرًا على منطقة اليورو، بحسب البنك المركزي الأوروبي.
ورغم نفي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ما تم تداوله حول قبول بروكسل بنسبة رسوم موحدة بـ10%، فإن هناك أنباء عن أن الاتحاد الأوروبي يدرس هذا الخيار لتفادي حرب تجارية شاملة، لا سيما مع تأثر قطاعات حيوية مثل السيارات والأدوية والأغذية. غير أن هذا الخيار يثير المخاوف من إعطاء ترامب ذريعة لفرض مزيد من الضغوط مستقبلاً، في ظل قراراته المتقلبة وتوجهه الواضح نحو تعزيز الهيمنة الاقتصادية الأميركية.
Truth Social تدخل ساحة صناديق ETF بالبيتكوين والإيثيريوم
في موازاة التصعيد الاقتصادي، تستمر إمبراطورية ترامب في التوغل بسوق الكريبتو. فقد تقدّمت شركة "Truth Social"، المملوكة لترامب، بطلب رسمي إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) لإطلاق صندوق تداول ETF قائم على البيتكوين (BTC) والإيثيريوم (ETH). الصندوق سيكون مدعومًا بأصول مُودعة لدى شركة Crypto.com من خلال Foris Dax Trust Company.
ويأتي هذا ضمن سلسلة مبادرات ترامب لتعزيز حضوره في السوق الرقمية، حيث سبق له أن أطلق مشروع "World Liberty Financial" وشارك في مشاريع عديدة تشمل عملات مستقرة، وعملات ميم، وحتى شركات متخصصة في تداول البيتكوين. كما قام بتعيين شخصية "مؤيدة للكريبتو" لرئاسة لجنة SEC، في إشارة واضحة إلى استعداده لإعادة تشكيل القوانين المالية بما يخدم مصالحه.
تضارب مصالح أم استراتيجية رقمية؟
الانتقادات لم تتأخر، إذ يتهم عدد من المراقبين ترامب باستخدام منصبه السياسي لتعزيز مصالحه الشخصية في سوق العملات الرقمية. وتشير التقديرات إلى أنه حقق أرباحًا تجاوزت 57 مليون دولار من نشاطاته المرتبطة بالكريبتو خلال العام الماضي. رغم الجدل، لم تشهد الساحة الأميركية أي تحرك قانوني ملموس ضده حتى الآن.
وبين تهديده لأوروبا برسوم خيالية وسعيه لتوسيع مكاسبه من العملات الرقمية، يبدو أن ترامب يعيد تشكيل قواعد اللعبة في الاقتصاد العالمي، محاولًا فرض هيمنته على أكثر من جبهة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
