لم تأتِ المساعي الأوروبية بنتيجتها المرجوة. فقد قوبل العرض الذي تقدمت به رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بشأن التنازل المتبادل عن الرسوم الجمركية على السلع الصناعية، برفض قاطع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يُنذر بموجة تصعيد جديدة تبدأ مع حلول يوم الأربعاء.
ترامب يقلب الطاولة على أوروبا.. تصعيد تجاري وشيك
ترامب، المعروف بمواقفه الحادة تجاه القارة العجوز، لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن العلاقة الاقتصادية بين الجانبين كانت دائمًا منحازة ضد مصالح بلاده. وقال في تصريح صريح:
"الاتحاد الأوروبي كان سيئًا جدًا بالنسبة لنا. نحن نتكفل بحمايتهم عسكريًا، بينما هم يستغلوننا تجاريًا. هذه معادلة غير مقبولة."
لم يكتفِ ترامب بذلك، بل ذهب إلى حد القول إن إنشاء الاتحاد الأوروبي كان في الأصل "بهدف الإضرار بالمصالح التجارية للولايات المتحدة". لذلك، يرى أنه من الضروري الاستمرار في ممارسة الضغوط على أوروبا بدلاً من تقديم أي تنازلات.
في هذه الأثناء، تجد أوروبا نفسها أمام معادلة معقدة: كيف ترد على التصعيد دون أن تُشعل حربًا تجارية شاملة؟ الأوساط الدبلوماسية الأوروبية تتعامل بحذر شديد، مع بحث إمكانية فرض رسوم جمركية مضادة تستهدف بضائع أمريكية مختارة، وخصوصًا المنتجات الزراعية وبعض أنواع السيارات.
👈 اقرأ المزيد: دليل شامل لفهم ترميز أصول العالم الحقيقي (RWA) وتأثيرها على الاقتصاد
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ، قد تتراوح الرسوم الأوروبية الانتقامية بين 10% و25%. لكن رغم ذلك، يتعامل الاتحاد الأوروبي بحذر، خصوصًا بعدما لوّح ترامب بفرض رسوم بنسبة 200% على النبيذ والشامبانيا الأوروبية، ردًا على أي تحرك أوروبي ضد صادرات المشروبات الأمريكية.
في خضم هذا التوتر، يراقب الجميع تحركات قطاع التكنولوجيا. فحتى الآن، لم تبادر أوروبا إلى فرض ضرائب مباشرة على الشركات الرقمية العملاقة الأمريكية، رغم اعتمادها الكبير عليها. ولكن، في حال تفعيل ما يعرف بـ"درع مكافحة الإكراه"، قد توجه ضربة قاسية لهذا القطاع الحيوي.
في انتظار لحظة الحسم المقررة يوم الأربعاء مع دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ، تواصل أوروبا دراسة خياراتها، بينما تحبس الأسواق أنفاسها بعد يوم دامٍ شهدته البورصات مع بداية الأسبوع.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
