شهدت أسواق العملات الرقمية تقلبات حادة مطلع عام 2025، تجلّى أبرزها في الانهيار الدراماتيكي لمؤشر GMCI لعملات الميم، الذي خسر نحو 90% من مكاسبه المحققة خلال ذروة 2024.
هذا الهبوط الجديد أعاد النقاش حول جدوى الاستثمار في هذه العملات التي تعتبر عالية المخاطرة. خاصة مع تصاعد الضغوط الاقتصادية عالميًا وتراجع رغبة المستثمرين في المخاطرة.
انهيار عملات الميم
سجّل مؤشر GMCI Meme، الذي يقيس أداء أهم عملات الميم مثل شيبا إينو (Shiba Inu)، دوج كوين (Dogecoin)، بيبي (Pepe) وتوكن ترامب (Trump). تراجعاً حاداً من ذروة ارتفاع بلغت نحو 550% في ديسمبر 2024، إلى مكاسب لا تتجاوز 80% في مارس الجاري.

هذا التراجع الذي يقارب 90% يُبيّن ضعف هذه العملات، لاعتمادها بشكل أساسي على تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي وحماس المتداولين. دون وجود عوامل اقتصادية قوية أو مشروعات ذات قيمة حقيقية.
ويشير هذا التراجع الكبير إلى تغير واضح في سلوك المستثمرين نتيجة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة ودول أخرى، ما دفعهم للابتعاد عن المخاطر.
كما ساهمت الضبابية المتعلقة بالسياسات النقدية. واستمرار سياسة التشديد الكمي من قبل الفيدرالي الأميركي، في تفاقم الضغوط على السوق الرقمية بأكملها.
منصات الإطلاق تتباطأ.. والمضاربة تفقد بريقها
أحد أبرز مظاهر التحول تمثّل في انخفاض نشاط التداول على منصات إطلاق عملات الميم مثل Pump.fun، التي كانت ذات يوم مركزاً حيوياً للمضاربة.
فقد تراجعت إيرادات المنصة اليومية إلى ما دون مليون دولار. مقارنة بمستوياتها السابقة التي كانت تُقدّر بعدة ملايين يومياً، ما يشير إلى تراجع الحماسة لإطلاق توكنات جديدة.
ويرى مراقبون أن هذا التباطؤ يعكس تراجع ثقة المتداولين الأفراد بفرص الربح السريع. في وقت باتت فيه الأسواق تطلب المزيد من النضج المؤسسي.
سولانا تتلقى الضربة الأكبر وسط انهيار في حجم التداول
التحليل الأسبوعي الصادر عن منصة كوينبيس (Coinbase) كشف عن تراجع أحجام التداول في البورصات اللامركزية (DEX) عبر الشبكات الرئيسية بنسبة 60% منذ الذروة التي بلغتها في يناير.
ففي يناير، وصلت أحجام التداول في البورصات اللامركزية إلى ذروتها عند 457.5 مليار دولار. لكن بنهاية فبراير، انخفضت إلى ما دون 300 مليار دولار، وبلغت حوالي 100 مليار دولار بحلول منتصف مارس، استنادًا إلى بيانات DeFiLlama.

وكانت شبكة سولانا هي الأكثر تأثرًا بهذا التراجع، إذ هبطت أحجام التداول على منصاتها مثل رايديوم (Raydium) و ميتيورا (Meteora) و أوركا (Orca) بنسبة 82% منذ يناير. مع تراجع الاهتمام بعملات الميم الجديدة مثل عملات ترامب (TRUMP) وميلانيا (MELANIA).
كما هبطت رسوم المعاملات على سولانا إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2024، بانخفاض بلغ 95%.
في المقابل، حافظت شبكة إيثيريوم على استقرار نسبي في حجم التداول، رغم التراجع العام في السوق، بحسب تقرير كوينبيس.
هذا التراجع يُعد جزءًا من انكماش عام في السوق، تفاقم بسبب حالة عدم اليقين على الصعيد الكلي. وسط ما وُصف بـ"حروب الرسوم الجمركية" التي أطلقها ترامب.
ويرى محللو كوينبيس أن موجة التراجع الحالية قد تستمر ما لم تُقدِم لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الأسبوع المقبل على وقف سياسة التشديد الكمي. خاصة أن احتياطي البنوك بات يقترب من الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على استقرار النظام المالي، والمُقدّر بـ10-11% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويترقّب المستثمرون إشارات واضحة من الفيدرالي حول مستقبل أسعار الفائدة وحجم السيولة في النظام المصرفي. باعتبارها مؤشرات محورية قد تعيد التوازن إلى الأسواق الرقمية أو تدفعها نحو مزيد من التراجع.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
