شهد يوم الخميس تقلبات حادة في سوق العملات الرقمية، حيث بدأ بيتكوين يومه محققًا مستوى قياسيًا جديدًا تجاوز 124,500 دولار، لكنه سرعان ما تراجع إلى نحو 118,400 دولار، في انخفاض بلغ قرابة 5% خلال ساعات قليلة.
ورغم أن هذا الهبوط بدا عنيفًا، إلا أن أسبابه كانت متوقعة وتأتي في سياق طبيعي لموجة تصحيح عقب بلوغ قمم جديدة. الأهم من كل ذلك؟ أن الاتجاه العام الصاعد ما زال قائمًا.
ما الذي فجّر هذا التراجع المفاجئ؟
بدأت الشرارة مع صدور بيانات التضخم الجديدة في الولايات المتحدة، حيث جاء "مؤشر أسعار المنتجين" (PPI) بقراءة مرتفعة جدًا بلغت 0.9% مقارنة بتوقعات بـ0.2% فقط.
هذه البيانات وضعت الأسواق أمام احتمال أن التضخم قد يعود للارتفاع مجددًا، ما يعني تراجع الحماس تجاه خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
لكن رغم كل ذلك، تبقى الأسواق تتوقع خفضًا للفائدة في سبتمبر بنسبة تتجاوز 90%، مما قد يعني أن رد فعل السوق كان مفرطًا بعض الشيء، وقد يكون قصير الأجل.
👈 اقرأ المزيد: قفزة غير مسبوقة تجعل بيتكوين على أعتاب عرش عمالقة الاقتصاد
وفي سياقٍ موازٍ، ساهمت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي "بِسنت" في إثارة الجدل بعد أن لمح إلى عدم نية الحكومة شراء المزيد من البيتكوين ضمن احتياطيها الاستراتيجي، قبل أن يتراجع سريعًا ويؤكد أن الأمر لا يزال ممكنًا.
ومع بدء المستثمرين بجني الأرباح عند أعلى المستويات، شهدت صناديق ETF الخاصة بالبيتكوين تدفقات خارجة بلغت حوالي 293 مليون دولار، مما زاد من ضغط البيع.
من منظور التحليل الفني: كل شيء لا يزال تحت السيطرة
بالنظر إلى الرسم البياني اليومي، لا تزال عملة بيتكوين تتحرك ضمن قناة صاعدة بدأت منذ أبريل الماضي. خط الاتجاه الصاعد يمر حاليًا عند مستوى 116,000 دولار، وهو قريب من متوسط الحركة لخمسين يومًا عند 115,200 دولار – نفس المستوى الذي أوقف الهبوط السابق في يوليو.
👈 اقرأ المزيد: هل يبدأ جنون العملات البديلة في سبتمبر؟ كوين بيس تجيب
هذا يعني ببساطة أن بيتكوين ستظل محافظة على اتجاهها الإيجابي طالما بقيت فوق هذا النطاق. وبالتالي، فإن التراجع الحالي ليس انهيارًا بل فرصة، على الأقل من وجهة نظر الكثير من المتداولين.
وإذا عادت الزخمات الإيجابية، فإن الحاجز الأول سيكون عند 120,000 دولار، ثم القمة الأخيرة 124,500، يليها مستويات مقاومة محتملة عند 125,000 و130,000 دولار.
بيتكوين نضجت… وهذا يغيّر قواعد اللعبة
اللافت في المشهد أن بيتكوين باتت عملة أكثر نضجًا، وهذا جعل تحركاتها أكثر استقرارًا من العملات البديلة. فبينما تراجعت بعض الأصول بنسب تفوق 10%، بقيت خسارة بيتكوين في حدود 5% فقط، وهو ما يدل على أنها أصبحت ملاذًا أكثر أمانًا نسبيًا في عالم الكريبتو المتقلب.
👈 اقرأ المزيد: عملات الميم تتعثر... هل انتهى زمن المزاح؟
ولكن، لهذا النضج جانب آخر؛ إذ لم تعد ترتفع بالصورة العنيفة التي اعتدناها في دورات السوق السابقة، ما يجعل بعض المستثمرين يتطلعون إلى فرص أخرى أكثر خطورة وربحًا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
