يعمل فريق بحثي من سلطنة عمان على مشروع بحثي يتعلق بتقنية بلوك تشين، ودورها في تأمين أجهزة إنترنت الأشياء في المدن الذكية.
وحاز المشروع الذي تقوده الباحثة مها بنت محمد الحبسية المحاضرة في قسم الحوسبة بكلية الشرق الأوسط جوائز عدة، منها الحصول على تمويل مالي من قطاع البحث العلمي والابتكار، إضافة إلى الفوز بالمركز الثالث في مسابقة "بلوك تشين فيست" التي تقام في محافظة ظفار بالتعاون مع نادي بلوك تشين.
كما نشرت الورقة البحثية في مجلة جينتيك (GEINTEC) البريطانية مرتين على التوالي، وشاركت في مسابقة "مسرعة ساس"، وفي فعاليات يوم التكنولوجيا في جامعة السلطان قابوس، إلى جانب إقامة حلقات عمل مختلفة في كل من جامعة السلطان قابوس وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ونادي بلوك تشين العماني، حيث اعتمدت ورقة البحث من قبل جامعة السلطان قابوس مرجعاً معتمداً للطلبة.
حقيقة واقعة.. وتحديات
وأشارت الباحثة الحبسية إلى أن ظهور العالم المتصل فرض نفسه باعتباره حقيقة واقعة عبر تقنية إنترنت الأشياء، إذ تؤثر هذه التقنية بشكل كبير في مستوى الحياة اليومية للناس، من حيث التطور والتواصل وطريقة العمل من ناحية أخرى، وبالرغم من ذلك، فإن هناك عدد من التحديات بحاجة إلى معالجة جدية وسريعة، في ظل التطورات المتلاحقة والتقنيات المتصاعدة مثل بلوك تشين، الأمر الذي يتطلب اهتماماً أكبر بهذه التقنية.
واعتبرت الجوانب الأمنية المتعلقة بالبيانات التي تنشئها أجهزة إنترنت الأشياء وتجمعها وتعالجها هي ركيزة أساسية في نهوض الثورة الرقمية، مستشهدة بما اكتبسته تقنية بلوك تشين في السنوات الأخيرة من اهتمام متزايد في توفير حلول للأجهزة المتطورة المبنية على تأمين أجهزة إنترنت الأشياء.
مفهوم إنترنت الأشياء
وأسهم ذلك الاهتمام في تعميم مفهوم إنترنت الأشياء وأثبت فعاليته إلى جانب التقدم المستمر لتحليل البيانات الضخمة، والتي باستطاعتها تحليل خوارزميات ضخمة الحجم (تيرابايت/بيتابايت) بشكل عالي الفعالية، ما يسهم في رفع الكفاءات العملية، وإيجاد منصات برمجية مفتوحة المصدر مثل أنظمة مايكروسوفت أزور، وعدد من الأنظمة الأخرى التي تهدف إلى تخزين المعلومات الضخمة بدقة عالية ومعالجتها، حيث أنها تمتاز بدرجة مرتفعة من التشفير ومعايير الأمان، الذي يستحيل اختراقه أو تجاوزه في كل من أجهزة الإنترنت والبيانات الضخمة.
وقالت صاحبة البحث، إن الهدف الرئيسي من المشروع هو دراسة التأثير المحتمل لأنظمة الأمان بلوك تشين على الواقع الاجتماعي والاقتصادي في السلطنة، إضافة إلى دراسة تحديات الأمن السيبراني في أجهزة إنترنت الأشياء للمدن الذكية محلياً وعلى مستوى العالم.
وأشارت الحبسية إلى أن تقنية بلوك تشين ستسهم من خلال هذا المشروع في رفد المدن الذكية بأجهزة إنترنت الأشياء عبر تصميم وتنفيذ إثبات خوارزميات التقنية، والعمل على استكشاف المعوقات المحتملة والتي تقف حائلاً دون اعتماد بلوك تشين في تطبيقات المدن الذكية.
نتائج البحث
وعن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة، تقول الحبسية إن النتائج تشير إلى أن لدى التكنولوجيا المقدرة على إحداث أثر إيجابي من منظور اجتماعي واقتصادي، وذلك بعد الكشف عن المزايا التي تستخدم في العمليات التجارية المختلفة.
وذكرت الحبسية أنه عندما تسعى دولة ما إلى بناء مدن ذكية، فإن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء سيكون متعددًا، وبالتالي فإن أمان البيانات التي تتدفق داخل وخارج أجهزة إنترنت الأشياء مسألة مهمة، ما يدفع بالضرورة إلى تسريع وتيرة الانتقال إلى العالم من خلال حركة البيانات عبر التقدم التكنولوجي المزود بالإنترنت، إلى جانب المنافسة المتزايدة على الموارد القليلة في النظام البيئي.
منصة لتوزيع المعلومات الموثوقة
هذا وتعمل تقنية بلوك تشين أيضاً باعتبارها منصة لتوزيع المعلومات الموثوقة، عبر توفير تسلسل لتسجيل المعاملات والتفاعلات الرقمية بطريقة تكون آمنة وشفافة، ومقاومة لانقطاع التيار الكهربائي، إلى كونها قابلة للتدقيق.
وتعتبر تقنية بلوك تشين لامركزية، لذلك لا توجد سلطة واحدة فقط بإمكانها الموافقة على المعاملات، أو اجتراح قواعد محددة لقبول المعاملات، ما يعني أن قدراً كبيراً من الثقة المتضمنة في آلية عمل هذه التقنية، حيث سيتوجب على جميع المشاركين في الشبكة الوصول إلى توافق في الآراء لقبول المعاملات.
وسيقضي هذا الأسلوب اللامركزي على نقاط الفشل الفردية، الأمر الذي يخلق نظاماً بيئياً أكثر مرونة لتشغيل الأجهزة، ويجعل بيانات المستهلكين أكثر خصوصية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.