وصفت بيتكوين BTC والالتكوين Alt على مدار السنوات السابقة بأنّها عملات رقمية لا وجود حقيقي لها. وأنّ من يبيعها يبيع الوهم وما زاد من الشكوك في مصداقية بيتكوين وأهدافها هو أنّ مبتكرها أو مصدرها لايزال غامضا عند العامة. ورغم ذلك، يبدو الآن أنّ استمرار النظام المالي المركزي هو ما يمكن اعتباره وهماً. لأنّ العملات المشفرة قد بدأت فعلاً في تغيير السياسات المالية وهي تشق طريقها لتكون بديلا للعملات النقدية.
المشاهير يندفعون للاستثمار في العملات المشفرة، هل هي عقود ترويجية للشركات في القطاع ام هو استثمار ؟
أبدى بعض من قادة العالم في الشأن المالي حذرهم ووجهة نظرة سلبية تجاه العملات الرقمية الافتراضية. التي باتت تقترب بخطوات ثابتة نحو تغيير طرق المعاملات المالية. وأصبح الاقبال على تداولها بمليارات الدولارات يوميا. و أقبل عليها المشاهير يستثمرون ويدعون لتبنيها. كما أضحت بلوك تشين من التقنيات المبتكرة التي تسعى الأنظمة المالية المركزية تطويعها والاستفادة من تكنولوجيتها.
في عالم يدعى "التأثير" على مواقع التواصل الاجتماعي أو على منصات كاليوتيوب وغيرهم نجد صورة نموذجية ل "المؤثر". والتي أصبحت تعبر عن أشخاص يشاركون متابعيهم روتيناتهم اليومية. لكن على ذات المواقع استطاعت فئة أخرى من المؤثرين البروز أيضا. أشخاص بحثو في القطاعين المالي والتكنولوجي واستثمروا الوقت والطاقة، وجمعوا معلومات وبيانات ووانخرطوا وتخصصوا في السوق الرقمية. أفراد يؤثرون حقا في مجال الرقمنة و استطاعو كسب متابعين وحشد عملاء للسوق الناشئة.
سي زي، رأس الهرم في صناعة العملات المشفرة والأكثر نشاطا
عند التحدث عن المؤثرين في سوق العملات المشفرة، فإن أول من يخطر على الذهن هو مؤسس بينانس الشهير سي زي CZ أو كما هو إسمه الحقيقي تشاوبينغ زاو.
أنشئ سي زي بينانس في في 2017 و أصبحت في 7 أشهر فقط أكبر منصة تداول في العالم من حيث القيمة السوقية. ويعتبر سي زي من أكثر المتحدثين تأثيرا، كما أنه من أكثرهم نشاطا أيضا، و عندما يناقش تقنية البلوك تشين، فإنه دائما ما يظهر براعته في مجاله وتفوقه الذي جعله متابعا ومرغوباً في السوق ويصفه البعض أنه خبير يعرف ما يتحدث عنه!
قصة سي زي ملهمة حقا، خاصة مسيرته في قطاع العملات الرقمية ووظائفه السابقة العابرة للقارات. وهو يتمتع بحس دعابة ظريف ما يجعل مناقشاته وحديثه جذاباً لمتابعيه. وهو نشط في إقامة المحاضرات والمناظرات والمناقشات الإسترجالية كما أنه يحظى بمتابعة ما يقرب 8 مليون شخص على تويتر.
فيتاليك بوتيرين، مؤسس ايثريوم، كاتب، مطور ومؤثر فعال
فيتاليك من أبرز المؤثرين في القطاع الرقمي و هو نشط جدا في التعريف بالسوق و تحليل أحداثه، أسس موقع Bitcoin Magazine لأجل الاجابة على كل الاسئلة التي نحتاج إجاباتها عن السوق الرقمي ويقدم مقالات تعليمية وأخبار حصرية عن المجتمع المشفر.
كما أنّه المؤسس المشارك Ethereum blockchain ولعملة ايثريوم ETH. وبذلك فإنه ملياردير ثلاثيني حسب فوربس التي وضعته في قائمة" 30 أقل من الثلاثين "، وعندما كان في سن ال 23 ووصلت ثروته حينها إلى 400 مليون دولار وكانت القيمة السوقية لـ Ethereum حوالي 30 مليار دولار. وبعدها انفجر سعر Ethereum، مما أدى إلى قيمة سوقية تبلغ 500 مليار دولار وثروة شخصية لفيتاليك وصلت 1.4 مليار دولار في 2022 وهو في سن ال 28 فقط، ما يجعله من أصغر المليارديرات المعروفين في مجال التشفير.
وعلى صفحته على تويتر أين يتابعه خمسة مليون متابع يشارك فيتاليك مستجدات السوق وآرائه بدون فلاتر وبصدق. ويدافع فيتاليك بشدة عن سوق التشفير وعن كونه الصناعة المالية للمستقبل. لكنه دائما ما يشارك توجهاته لتنظيم السوق وخلق تشريعات تضمن الاستمرارية للقطاع و تحمي المستهلكين.
ايلون ماسك، الساخر المثير للجدل
المؤسس والرئيس التنفيذي لكل من سبيس إكس و تيسلا موتورز والمصمم الأول في كليهما. وشارك بتأسيس شركة التداول النقدي الشهيرة بايبال. حياته المهنية مليئة بالانجازات و الشركات العملاقة، لا شك أنه مبتكر استثنائي.
ايلون ماسك شخصية مثيرة للجدل و يمكن أن يكون أحد أكثر الكوميديين طرافة أيضا. استحوذ على معقل أخبار العملات الرقمية المشفرة تويتر. وشارك في تأسيس دوجكوين و إطلاق عملتها وهو فاعل جدا في مجال الرقمنة.
في أكتوبر 2021، قدر صافي ثروة ماسك ب 320,9 مليار دولار. ليكون أغنى رجل في العالم وأول شخص تتخطى ثروته 300 مليار دولار في التاريخ. ولا يزال ماسك يتصدر قائمة الأغنى في العالم والتاريخ. ويتابعه قرابة 116 مليون مستخدم على منصته تويتر.
بريان ارمسترونج، المؤثر الصريح
بريان ارمسترونج هو الرئيس التنفيذي لمنصة كوين بيز Coinbase والمؤسس المشارك لها أيضا, مدرج في قائمة 400 أغنى الأشخاص في أمريكا (المرتبة 388). وأستطاع أن يكون ملياديرا قبل سن الأربعين. ويتابعه على تويتر 1.1 مليون شخص. يشارك معهم بريان افكاره في السوق و تتسم منشوراته بالصراحة.
ارمسترونج أصبح يتحدث أكثر عن حاجة السوق للتنظيم، و يبدو أنه يحاول أن يثبت أنّ صناع التشفير لا يتهربون من القوانين. بل يحتاجون قانونا عادلا لصناعتهم يحمي الصناعة و المستخدمين، و ينشر أفكاره عن طريق البيانات الصحفية أو المواقع الأشهر بالعملات المشفرة.
مايكل سايلور، رجل الميتافيرس
مايكل سايلون هو الرئيس التنفيذي لشركة MicroStrategy ويحمل أكثر من 40 براءة اختراع. وهو من أبرز الشخصيات التي تحتاج إلى متابعتها والتعلم منها إذا كنت شغوفا أو مهتما بالعملات الرقمية المشفرة.
يحظى بمتابعة واسعة وأيضا بتفاعل واضح من طرف محبيه على مواقع التواصل الاجتماعي. و يقول سايلور أن العملات الرقمية جاءت نتيجة لفقدان الثقة في العملات النقدية وبسبب السياسات التقييدية في النظام المالي المركزي. وأنّه يثق جدا في السوق الرقمية كنظام مالي للمستقبل. ويتابع سايلور على تويتر أكثر من 2.7 مليون شخص، يقدم لهم دروسا عن كيفية التداول والاستثمار ويشاركهم آرائه في أحداث السوق و مستجداته.
سايلور هو مصدر موثوق لمعلومات سوق التشفير وأحد الفاعلين فيه. انطلاقًا من خبرته في المجال، يشارك سايلور رؤى حول القطاع الناشئ سريع النمو ورؤيته لمستقبله. كما أنّه دائما ما يعبر عن آرائه حول الحوكمة والتنظيم ومجموعة من المواضيع المتعلقة بالعملات الرقمية.
المؤثرين النموذجيين في مواقع التواصل والعملات الرقمية
يحقق المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أموالا طائلة، ويستثمرونها في مجالات عدة، وفي الآونة الأخيرة اتجه بعضهم إلى الاستثمار في السوق الناشئة للعملات الرقمية المشفرة. وبعض المشاهير يتجهون للترويج مقابل المال لسوق العملات الرقمية حتى وإن لم يكونوا مؤمنين به أو يتمتعون بالمعرفة الكافيه عن الفرص التي يفتحها والمخاطر التي تهدد المستثمرين فيه. ودعنا نتفق أن ترويج أو تأييد المشاهير لمنتج ما لا يعني أنه مناسب لكل متابعيهم ولا يجعله منتجا يستحق الاستثمار فيه. فلكل استثمار مخاطره وفرصه الخاصة.
كيم كاردشيان: روجت ب 250 ألف دولار فتم تغريمها ب 1.26 مليون دولار!
هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية SEC لم تكتفي بمهاجمة الريبل و كوين بايز فقط، بل امتدت سلطة هجومها إلى المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد أن قامت نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشيان بالترويج للعملة الرقمية إيثريوم ماكس على صفحتها انستغرام مقابل 250 ألف دولار لم تكشف النجمة الأمريكية عن تلقيها لمصلحة الضرائب.
رفع المستثمرون دعوى قضائية ضد كاردشيان وصانعي "إيثريوم ماكس" في يناير الماضي. بحجة أن كارديشيان والشركة المصدرة ل"ايثريوم ماكس"، استخدمو اسم ايثريوم و شددوا عليه. لتضخيم سعر العملة الجديدة وتضليل المستثمرين رغم عدم وجود علاقة بين الشركتين.
وأعلنت SEC أنّ كيم كاردشيان قبلت دفع غرامة تقدر بـ 1.26 مليون دولار. كما وافقت النجمة الشهيرة على عدم الترويج للأصول الرقمية المشفرة لمدة ثلاث سنوات كاملة. ويبدو أن النجمة قد قبلت بالتسوية مع الهيئة لتتجنب نزاع طويل الأمد.
ولم تكن كارديشيان اول من يوضع في قفص الاتهام بسبب العملات المشفرة، الممثل الأمريكي ستيفن سيغال أيضا ارتبط اسمه بأصول تشفير مشبوهة في عام 2020، ووجهت له لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية، تهمة الترويج بشكل غير قانوني لعملة منافسة لبيتكوين، ودفع غرامة 314 ألف دولار. وهي نفس التهمة التي وجهت للملاكم المحترف فلويد مايويذر جونيور، والذي استثمر في بيتكوين منذ 2017. وجرى تغريمه في عام 2018، من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات، للترويج لعملة ايثريوم ماكس التي صنفتها SEC بأنها غير قانونية.
مشاهير يروجون ويستثمرون في العملات المشفرة
يستمر المشاهير والمؤثرين في الإقبال على السوق الرقمية ويدعم العملات المشفرة شخصيات صاخبة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويستمر هؤلاء في الترويج أو في الاستثمار في العملات الرقمية باعتبارها الصناعة المالية للمستقبل. ويحشدون كثيرا من العملاء للسوق الناشئة.
من بين من بين هؤلاء نجد مايسي ويليامز أو "آريا ستارك" في مسلسل لعبة العروش. التي استطلعت رأي مُتابعيها حول إذا ينبغي لها الاستثمار في العملة الرقمية. ورغم الآراء المناهضة إلا أنها أعلنت لاحقا أنها اشترت بالفعل بعضا من البيتكوين. أما آشتون كوتشر فهو يؤمن جدا بمستقبل العملات الرقمية واستثمر فيها خلال السنوات. كما عبر مغني المليادير الأمريكي كاني ويست، عن تأييده للعملات المشفرة المشهورة. مصرحا أن البيتكوين يرمز للحرية الحقيقية، بينما لم يفصح عما يملكه من عملات مشفرة.
وفي قائمة الداعمين لقطاع التشفير هناك أيضا مايك تايسون. الذي أدرك إمكانات بيتكوين منذ 2015، وانظم مبكرا إلى ثورة العملة الرقمية. وكذلك مغني الراب الأمريكي سنوب دوغ الذي جعل أغانيه متاحة للشراء باستخدام البيتكوين في 2012. وقدر الألبوم بسعر 0.3 بيتكوين وقتها، أي 5 آلاف دولار حالياً. وبينما لم يشارك المغني حجم البيتكوين الذي يمتلكه.
أما السينمائي ورجل الأعمال الامريكي الشهير مارك كوبان. والذي يمتلك فريق كرة السلة دالاس مافريكس وسلسة دور سينما. فقد اتسمت آرائه في العملات الرقمية المشفرة بالتناقض رغم استثماره في البيتكوين وعدة عملات مشفرة أخرى، فعندما ارتفعت الأسعار نصح الناس باستثمار مدخراتهم في العملة المشفرة، لكن عندما انعكس اتجاه السعر هاجم السوق وقال إنه يفضل شراء الموز عن شراء البيتكوين. وفي 2019 وافق كوبان على دفع تذاكر مباريات فريقه مقابل البيتكوين.
في الأخير، يعتبر التسويق هو مفتاح لتشهير المنتجات و تحقيق عوائد مالية وجذب للمستثمرين. وكما هو حال عديد القطاعات، يمكن لمجال التشفير استخدام المشاهير و المؤثرين للترويج للمنتجات وحشد العملاء المهتمين بالاستثمار، ولكن ترويج المشاهير أو تأييدهم لمنتج لا يعني بالضرورة أنه من الجيد الاستثمار فيه خاصة في مجال العملات الرقمية المحفوف بالمخاطر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
