تركت الحرب الروسية الأوكرانية بصمتها على العالم العربي، فمع ارتفاع أسعار النفط والغاز والعملات، ارتفعت أيضاً أسعار السلع الاستهلاكية لاسيما الزيوت والحبوب والغذاء.
وارتفع القمح إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، وسط مخاوف من نقص الإمدادات، في الوقت الذي تلعب فيه كل من روسيا وأوكرانيا دوراً مهماً في توريد القمح إلى عدد من الدول العربية، كما ذكرت وكالة "بلومبرغ".
وتعد مصر أبرز مثال على هذه الأزمة، كونها أكبر مستهلك للقمح في العالم، إذ بلغت نسبة وارداتها الروسية من القمح قبل الحرب نحو 50%، في حين بلغت وارداتها الأوكرانية 30% في 2021، وفقاً لتقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية.
أزمة أسعار الزيوت النباتية
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في إحصاءات حديثة، إن مؤشرها للزيوت النباتية قفز إلى 8.5% والذي يعتبر مستوى قياسيًا، وذلك بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وتوفر أوكرانيا وروسيا أكثر من 80% من صادرات زيت دوار الشمس العالمية، الذي قفزت أسعاره 64% خلال أسبوع واحد في نهاية مارس.
وزاد سعر زجاجة زيت دوار الشمس في لبنان بنحو عشرة أمثال ما كان عليه قبل ثلاثة أعوام، بحسب تقارير صحافية، ونظراً لشح الواردات حددت المتاجر زجاجة واحدة لكل مشترٍ.
وفي الأردن، ارتفعت أسعار زيوت القلي بشكل كبير، إذ قفز سعر عبوة الزيت سعة 18 لتراً التي كانت تباع بـ 21 ديناراً (29 دولاراً) إلى 32 ديناراً (45 دولاراً)، ما دفع وزارة الصناعة والتجارة لوضع أسعار ثابتة للزيوت.
وأشارت وزارة التجارة والصناعة الأردنية إلى أن الحرب أدت لارتفاع أسعار الأرز والسكر وحليب البودرة، حيث ارتفع الحليب البودرة من 57 دولاراً للكرتونة إلى 67 دولاراً، بينما تباع العبوة الواحدة بـ 18 دولاراً، فيما كانت قبل الحرب بـ10 دولارات للمستهلك.
دول الخليج ليست بمنأي عن أزمة الأسعار
وذكرت تقارير أن ارتفاع أسعار بعض المنتجات والبقالة المنزلية، وصلت إلى نسبة تتراوح بين 5% و 30% في دول الخليج، بسبب اضطراب سلسلة التوريد، و ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 300% بسبب الحرب.
وقال برناردو بيرلويرو، الرئيس التنفيذي للعمليات في متجر "كارفور" في دول مجلس التعاون الخليجي لدى "ماجد الفطيم للتجزئة"، إن "العديد من المنتجات من مختلف الفئات كالذرة والحبوب واللحوم والألبان، تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار".
وتابع "يعود ذلك إلى كثير من العوامل الخارجية التي لا يمكن لتجار التجزئة التحكم فيها، أبرزها جائحة كوفيد 19، والتضخم، واضطراب سلاسل التوريد، وتكاليف الشحن والنقل، فضلاً عن زيادة الطلب على السلع من قبل المستهلكين"، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "الخليج" الإماراتية.
من جهتها، أعلنت وزيرة المالية التونسية سهام البوغديري الثلاثاء، أن ارتفاع أسعار النفط والحبوب، على خلفية الأزمة في أوكرانيا، سيكلف تونس 1.7 مليار دولار إضافية.
موجة تضخم.. وشبح الجوع
ودفعت الحرب الروسية الأوكرانية مصر، إلى تخفيض قيمة الجنيه المصري في مقابل الدولار بحوالي 18%، بعد موجة تضخم كبيرة، وهو ما أدى في المقابل إلى ارتفاع كبير في أسعار جميع السلع.
وحذَّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من عواقب الحرب في أوكرانيا خارج حدود البلاد.
وقال المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيسلي، في تصريحات سابقة، "إنه أمر مأساوي أن نرى الجوع يرفع رأسه بسبب ما يحدث بمنطقة تعرف لفترة طويلة بأنها سلة خبز أوروبا".
وحذّرت الأمم المتحدة، اليوم مِن تعرّض 50 دولة إفريقية وشرق أوسطية لشبح الجوع جرّاء الحرب في أوكرانيا، وبخاصة سكان الريف والفقراء، حيث أثّرت على إنتاج ثُلث الغذاء في العالَم.
ووفقاً للصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع إلى الأمم المتحدة "إيفاد"، فإن الحرب في أوكرانيا، تسببت بالفعل في ارتفاع أسعار الغذاء ونقص المحاصيل الأساسية، في أجزاء من وسط آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.