في خضم التقلّبات المستمرة التي تشهدها أسواق العملات الرقمية، كشفت بيانات "السلسلة" مؤخرًا عن مؤشّر يُعرف بـ"الطلب الظاهري على بيتكوين"، يشهد بوادر تعافٍ بعد فترة من التراجع، ما أثار تساؤلات حول احتمال دخول السوق في مرحلة صعود جديدة.
ورغم هذا الانتعاش، يحذّر المحلّلون من الإفراط في التفاؤل، مؤكدين أنّ الصورة الكبرى ما تزال غامضة. مستندين إلى دورات السوق السابقة التي أظهرت أن تحسّن هذا المؤشر لا يعني بالضرورة نهاية المسار الهابط.
ما هو مؤشرالطلب الظاهري لعملة بيتكوين BTC؟
"الطلب الظاهري" هو مؤشر من مؤشرات سلسلة الكتل (البلوكتشين) يُستخدم لتقدير الطلب الفعلي على عملة بيتكوين، من خلال مقارنة كمية العملة التي يتم إنتاجها يوميًا—وهي ما يحصل عليه المعدّنون كمكافآت لحل الكتل الجديدة—بكمية العملات "الراكدة" التي لم تُحرّك لأكثر من عام.
فإذا كان المؤشر موجبًا، فهذا يشير إلى أن المخزون ينخفض بوتيرة أعلى من إنتاج العملة. مما يدل على وجود طلب فعلي يدفع المستثمرين إلى سحب العملات من المحافظ الراكدة.
أما إذا كانت القيمة سلبية، فهذا يعني أن السوق يشهد نوعًا من الركود. حيث يتم الاحتفاظ بالعملات دون تداول واسع، ما قد يُعزى إلى تراجع شهية المتداولين.
ارتفاع ملحوظ في النصف الأول من 2024... وتراجع في مارس
كشف تحليل نُشر على منتدى المحللين في منصة "كريبتوكوانت CryptoQuant" أن مؤشر الطلب الظاهري لعملة بيتكوين شهد ارتفاعًا حادًا في نهاية عام 2024 ، ما عكس طلبًا قويًا على البيتكوين.
إلا أن الأشهر الأولى من عام 2025 سجلت تباطؤًا، مع بقاء المؤشر ضمن النطاق الإيجابي.

التحوّل الأبرز حصل في مارس، عندما غاص المؤشر مجددًا إلى المنطقة السالبة. ما أعاد المخاوف من استمرار سيطرة الاتجاه الهابط على السوق.
مع بداية أبريل، بدأ المؤشر يُظهر علامات انتعاش جديدة، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بإمكانية انطلاق موجة صعود جديدة.
لكن هذا التفاؤل يقابله الحذر، إذ يشير الخبراء إلى ضرورة التريث وعدم البناء على هذه الإشارات قبل تأكيدها ضمن سياق أوسع من المعطيات.
اقرأ و تعلّم: لماذا قد يكون البيتكوين ملاذًا آمنًا خلال ركود اقتصادي في الولايات المتحدة
تشابه مع دورة 2021... ولكن سعر بيتكوين لم يرتفع
يستند المحللون في حذرهم إلى التجربة السابقة في دورة 2021. حيث تراجع مؤشر الطلب الظاهري بعد ذروة السوق الصاعد، قبل أن يتعافى جزئيًا في منتصف عام 2022.
ومع ذلك، لم يُترجم ذلك التعافي إلى صعود سعري، بل واصل السوق آنذاك تراجعه ضمن مسار هبوطي طويل.
المحلل الذي نشر البيانات شدّد على أن "الارتداد الحالي يُعدّ تطورًا لافتًا. لكنه على الأرجح مجرّد توقف مؤقت في ضغط البيع، وليس إشارة واضحة على بدء التراكم أو الوصول إلى قاع سعري كبير".
خلاصة
رغم التحسّن الظاهر في المؤشر، يبقى المشهد العام لسوق البيتكوين حذرًا. يشير التاريخ الحديث إلى أن المؤشرات على السلسلة قد تعطي إشارات خاطئة إذا لم تُقارن بعوامل السوق الأخرى مثل سيولة التداول، سلوك حيتان البيتكوين. وعلى هذا الأساس، فإن التسرّع في إعلان عودة السوق الصاعد قد يكون سابقًا لأوانه، في انتظار المزيد من الإشارات المؤكدة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
