شهدت منصة Bybit يوم الجمعة الماضي ما قد يكون أكبر عملية اختراق في تاريخ العملات الرقمية، حيث تمكن القراصنة من الاستيلاء على مبالغ ضخمة، ويبدو أنهم بدأوا الآن في تحريك الأموال لإخفاء آثارهم. فما الذي نعرفه حتى الآن؟ وهل هناك فرصة لتعقبهم قبل أن تختفي الأموال في متاهات البلوكتشين؟
الأموال المسروقة من اختراق Bybit بدأت بالتحرك… إلى أين؟
يبدو أن القراصنة المسؤولين عن اختراق Bybit، والذين يُعتقد أن لهم صلة بكوريا الشمالية، قد بدأوا في تحويل الأموال المسروقة ضمن خطة تهدف إلى إخفاء أثرها. وفقًا لتحليل أجرته شركة Elliptic، تم توزيع 1.46 مليار دولار على 54 محفظة رقمية، مما يشير إلى عملية منظمة تهدف إلى غسل الأموال، خاصة وأن الأصول المسروقة قابلة للتتبع بدرجة كبيرة.
"عملية التبييض التي ينتهجها مجموعة لازاروس [القراصنة المشتبه بهم] تتبع نمطًا مألوفًا."
في محاولة لتجنب التجميد أو المصادرة، بدأ القراصنة فورًا بتحويل الأصول المسروقة إلى بيتكوين (BTC) وإيثيريوم (ETH)، حيث أن هذه العملات لا يمكن تجميدها بسهولة على عكس بعض العملات المستقرة مثل USDT من تيثر، والتي تمتلك آليات تمنحها القدرة على تجميد الأصول المسروقة ومنع استخدامها.
وفقًا لشركة Elliptic، دخلت الأموال المسروقة من اختراق Bybit الآن في المرحلة الثانية من عملية التبييض، والمعروفة باسم "التعتيم الطبقي" (Layering). الهدف الرئيسي لهذه المرحلة هو إضافة أكبر عدد ممكن من الخطوات لإخفاء الوجهة النهائية للأموال، مما يجعل تتبعها أكثر صعوبة.
حتى الآن، قام القراصنة بتوزيع العملات المسروقة على 54 محفظة رقمية، وهي مجرد خطوة أولى في عملية التعتيم. لاحقًا، يمكنهم استخدام منصات تداول لامركزية متنوعة أو خدمات خلط العملات المشفرة (Mixers)، وهي أدوات مصممة لطمس الأثر الرقمي للأموال وجعل تعقبها شبه مستحيل.
eXch في قفص الاتهام: هل أصبحت المنصة محطة لغسيل أموال القراصنة؟
يبدو أن الأموال المسروقة من اختراق Bybit تتحرك بسرعة، حيث كشفت Elliptic يوم الأحد أن حوالي 140 مليون دولار—ما يعادل 10% من الأموال المسروقة—تم تحويلها بالفعل، مع ارتفاع هذا الرقم كل ساعة! وتشير التقارير إلى أن القراصنة استخدموا منصة eXch، التي تُعرف بتوفير معاملات مشفرة يصعب تتبعها.
📢 ولكن مهلاً! منصة eXch لم تبقَ صامتة أمام هذه الاتهامات، إذ سارعت إلى نفي أي تعاون مع مجموعة لازاروس أو كوريا الشمالية، مؤكدة أن الأمر مجرد "حادث عرضي" لا أكثر. وفي بيانها الرسمي، قالت المنصة:
"النسبة الضئيلة من الأموال التي تمت معالجتها من اختراق Bybit كانت حادثًا فرديًا، وسيتم التبرع بالمبلغ لصالح مشاريع مفتوحة المصدر تركز على الخصوصية والأمان."
فهل كان الأمر حقًا مجرد "حادث عرضيا"؟ وإذا كان ذلك الواقع لماذا تتبرع بالأموال بدل إعادتها للبورصة المتضررة؟
مهمة معقدة لغسل الأموال المسروقة
تواجه عصابة القراصنة التي استولت على أموال Bybit تحديًا كبيرًا في محاولة غسل هذه الكمية الضخمة من العملات الرقمية. وفقًا لتحليلات Elliptic، فإن المنصات التي تقدم خدمات إخفاء الهوية قد تتردد في قبول هذه الأموال، نظرًا للمخاطر القانونية التي تحيط بها. فقد سبق وأن تعرضت عدة منصات لملاحقات قضائية بسبب تورطها في عمليات تبييض أموال غير مشروعة خلال السنوات الماضية.
ومع ذلك، فإن هذه العقبات لا يبدو أنها ستشكل عائقًا حقيقيًا أمام مجموعة لازاروس، التي تُعرف بكونها واحدة من أكثر الجهات احترافية وموارد في عالم غسيل العملات الرقمية.
منذ عام 2017، تمكنت الجهات المرتبطة بكوريا الشمالية من غسل أكثر من 6 مليارات دولار من العملات المشفرة، والتي يعتقد أن جزءًا كبيرًا منها قد استخدم في تمويل برنامج الصواريخ الباليستية للدولة، مما يزيد من خطورة هذه العمليات وتداعياتها الجيوسياسية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
