أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن مبادرة جديدة تحمل اسم "وزارة الكفاءة الحكومية" (Department of Government Efficiency، واختصارها D.O.G.E)، بقيادة إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي. تهدف المبادرة إلى تقليص العجز في الميزانية الفيدرالية من خلال إعادة هيكلة الوكالات الحكومية وتقليل الإنفاق المهدر.
بينما بدا المشروع في البداية وكأنه مجرد مزحة ترويجية لدعم عملة دوجكوين (DOGE). تحول إلى مشروع جدي تدعمه الإدارة المقبلة، مما أثار اهتماماً واسعاً حول مدى قدرته على تحقيق تغيير حقيقي.
مبادرة "D.O.G.E" بين الواقع والطرافة
تأتي مبادرة D.O.G.E بعد أن نشر ماسك أول تغريدة حولها في أغسطس الماضي، ما جعلها تبدو وكأنها مجرد مزحة تهدف إلى رفع سعر عملة الميم دوجكوين (DOGE)، التي تُعد المفضلة لدى ماسك. ولكن دعم ترامب لهذه المبادرة جعلها تتحول إلى مشروع جدي يستهدف تخفيف أعباء الإنفاق الحكومي.
رغم أن "وزارة الكفاءة الحكومية" لن تكون وزارة حكومية رسمية. حيث لا يملك الرئيس صلاحية إنشاء وزارات جديدة من دون موافقة الكونغرس.
إلا أن المشروع سيتمتع بدعم قوي من الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب. ما يتيح له تأثيرًا مباشرًا على بعض السياسات الحكومية.
سيتولى إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي قيادة هذا المشروع، بدون أي تعويض مالي، وفقًا لتصريحات ماسك على منصة "إكس" (تويتر سابقًا). راماسوامي، الذي كان مرشحًا سابقًا للرئاسة عن الحزب الجمهوري، أبدى استعداده لدعم ترامب بعد انسحابه من السباق الانتخابي.
ويخطط ماسك وراماسوامي للاستعانة بمجموعة من الخبراء ذوي الذكاء المرتفع، المعروفين بمواقفهم الداعية إلى تقليص حجم الحكومة، للعمل في المشروع بدون رواتب. فيما لم تُحدد بعد أعداد المشاركين المحتملين في هذه المبادرة.
ما هي أهداف مشروع "D.O.G.E"؟
تهدف مبادرة D.O.G.E إلى تحسين كفاءة العمل الحكومي عبر تقديم توصيات تهدف إلى تقليل اللوائح وتقليص النفقات.
وقد أوضح ماسك في فعالية أُقيمت في ماديسون سكوير جاردن بنيويورك أن "الأموال تُهدر بشكل كبير، ووزارة الكفاءة الحكومية ستسعى إلى معالجة هذا الهدر من خلال تقليل دور الحكومة في حياة المواطنين وتخفيف الأعباء المالية".
إلا أن هناك تباينًا بين ماسك وراماسوامي حول حجم التقليص المستهدف للنفقات الحكومية. فبينما أشار ماسك إلى إمكانية تقليص الإنفاق بحوالي 2 مليون دولار، اقترح راماسوامي تقليص القوى العاملة الفيدرالية بنسبة تصل إلى 75%. وهو ما لا تزال تداعياته على الميزانية غير واضحة.
دور عملة دوجكوين (DOGE) في المبادرة
لا يمكن تجاهل الرابط الطريف بين اسم المبادرة (D.O.G.E) وعملة الميم دوجكوين (DOGE). التي تزينها صورة كلب الشيبا إينو وتُعتبر إحدى العملات المفضلة لدى ماسك. وقد أضاف ترامب لمسة ساخرة عندما أطلق قميصًا يحمل صورة تجمعه مع ماسك وكلب الشيبا إينو، مما عزز من ارتباط المبادرة بالعملة الرقمية.
وقد شهدت دوجكوين (DOGE) ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها بعد إعلان دعم ترامب للمشروع. حيث وصلت إلى أعلى سعر لها منذ ثلاث سنوات، مما ساهم في زيادة قيمة عملات الميم الأخرى أيضًا.
مستقبل المبادرة
من المتوقع أن يستمر مشروع D.O.G.E حتى 4 يوليو 2026، الذي يصادف الذكرى الـ 250 لإعلان الاستقلال الأمريكي. ورغم أن المشروع لن يتمتع بتمويل حكومي رسمي، إلا أن هناك تفاؤلاً بأن يدعم مؤيدو ترامب في الكونغرس تنفيذ التوصيات التي ستصدرها D.O.G.E.
وفي الوقت الذي يشير فيه ماسك إلى أن "حجم الهدر في الأموال العامة يفوق ما يمكن أن يتخيله الجمهور". يهدف المشروع إلى إعادة هيكلة بعض الوكالات الحكومية مثل وزارة التعليم ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لتقليل النفقات.
يخطط ماسك لعقد بث مباشر أسبوعي لمشاركة تقدم المشروع مع الجمهور. ما يشير إلى شفافية غير معتادة في التعامل مع القضايا الحكومية الحساسة.
يري بعض المحللين أن تعيين ماسك وراماسوامي في قيادة D.O.G.E يعكس رغبة الإدارة الجديدة في تبني نهج ريادي لإصلاح البيروقراطية الحكومية. ولكن، من المتوقع أن تواجه تحديات كبيرة في التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بتقليص القوى العاملة الفيدرالية بنسبة تصل إلى 75%، كما اقترح راماسوامي.
يعتقد هؤلاء أن مثل هذه التخفيضات الكبيرة قد تؤثر سلبًا على فعالية بعض الوكالات الحكومية.
ويبقى السؤال ما إذا كانت هذه المبادرة ستتمكن من تحقيق أهدافها الطموحة في تقليص البيروقراطية والنفقات. أم أنها ستظل في النهاية مجرد حركة دعائية لدعم عملة دوجكوين (DOGE) وزيادة شعبيتها.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.