في الشرق الأوسط، عقارب الساعة لا تشير فقط إلى التوتر، بل إلى "ساعات حرجة" قد تسبق عاصفة سياسية وعسكرية كبرى بين إيران والكيان الإسرائيلي، وسط مراقبة حذرة من الولايات المتحدة وتحركات ميدانية تشير إلى أن الساحة ربما باتت جاهزة لمواجهة غير مسبوقة.
فمع استمرار تعثر المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وبدء واشنطن إجراءات إجلاء موظفيها من عدة دول في الشرق الأوسط، تصاعدت المؤشرات التي تدفع المحللين لتوقع سيناريو صدام واسع النطاق. هذا التحول الجيوسياسي لا يبقى حبيس السياسة فحسب، بل يتمدد ليهز الأسواق العالمية من الذهب والدولار إلى العملات الرقمية.
أابع على الزناد في تل أبيب وطهران.. وأميركا تهرب من المواجهة!
بحسب ما ذكر بعض الخبراء فإن الكيان الإسرائيلي لا يكتفي بمراقبة الوضع، بل تنتظر لحظة تعثّر الحوار النووي كي تبادر بتوجيه ضربة، وهي لحظة تُعتبر بالنسبة لصنّاع القرار في الكيان "فرصة تاريخية لا تُعوّض".
إلى جانب التحليلات العسكرية، يبدو أن واشنطن تلعب لعبة الرسائل الرمزية والعملية في آنٍ واحد. فعمليات الإجلاء الدبلوماسي من العراق والبحرين والكويت ليست مجرد إجراء احترازي، بل تُقرأ كدلالة على وجود "معلومات شبه مؤكدة" باحتمالية اندلاع مواجهة.
👈 اقرأ المزيد: الجيوسياسة والكريبتو: كيف تؤثر الحروب في أسعار العملات المشفرة؟
ورغم تأكيد مسؤولين أميركيين أن التهديد لا يستهدف واشنطن مباشرة، فإنهم لا يخفون أن الوضع قابل للتدهور بسرعة إن حصلت ضربة إسرائيلية.
من جانبها، تحافظ إيران على مسارين متوازيين: الأول دبلوماسي يراهن على الوصول إلى اتفاق مع واشنطن، والثاني عسكري يستعد لاحتمال الضربة. المراسلون في طهران نقلوا أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات وتوسيع دائرة الشفافية مع وكالة الطاقة الذرية، ولكنها تتهيأ في الوقت ذاته لسيناريو الرد العسكري.
اب والبيتكوين والدولار... من يربح من التوتر؟
القلق الجيوسياسي في الشرق الأوسط لطالما كان له تأثير مباشر على أسواق المال، وهذه المرة ليست استثناء. المستثمرون بطبعهم يكرهون الغموض، ولهذا يلجؤون إلى الأصول الآمنة كملاذات. وبالفعل، نشهد ارتفاعًا في أسعار الذهب مع كل خبر يُلمّح إلى اقتراب المواجهة.
لكن المثير في هذه الدورة الجيوسياسية، هو أن البيتكوين والعملات الرقمية لم تعُد خارج اللعبة. على العكس، باتت تُستخدم كوسيلة للتحوط من اضطرابات العملات التقليدية. ارتفاع التوتر في منطقة حساسة من العالم قد يُربك الدولار، ويدفع البنوك المركزية في الأسواق الناشئة إلى البحث عن بدائل مرنة… وهنا يأتي دور العملات المشفرة.
في النهاية، ما يحصل ليس مجرد توتر بين ثلاث دول، بل مفترق طرق قد يُعيد تشكيل السوق العالمي من جديد، ويقلب طاولة التوازنات، ويمنح الذهب والعملات الرقمية لحظة صعود مدفوعة بالخوف. وعلى المستثمر أن يتذكّر: في أوقات الأزمات، تُصنع الثروات... أو تُمحى!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
