أضحى التمثال البرونزي للثور رمزاً لوول ستريت (الحي المالي في نيويورك) ويخضع العالم المالي للتناوب بين أسواق الثيران (الأسواق الصاعدة) والأسواق الهابطة وتأثيرها بسوق الأسهم لذا متى يعلم المستثمر إذا كان هذا السوق صاعداً أم هابطاً؟ هذا ما سوف يوضحه لنا فلاديسلاف زادوروجني خبير التشفير بشركة كريبتو كروو.
وبحسب سوق العملات الرقمية فثمة أهمية لمثل هذه المفاهيم حيث فهم خصائص الأسواق الصاعدة والهابطة للعملات المشفرة بعد فترات التراجع وكيفية تحقيق أقصى استفادة من الأرباح.
أصل مصطلحي أسواق الثيران والدببة
يدل السوق الصاعدة على ارتفاع الأسعار لفترة زمنية طويلة كما يمتاز السوق الهابطة بالانخفاض في الأسعار وتدل هذه الأسماء على اتجاهات في سوق الأسهم حيث يدل الدب والثور على طريقة الهجوم التي تفعلها هذه الحيوانات.
وعندما يحصل الثور على ضحية فإنه يرفعه لأعلى لذا يدل هذا على السوق الصاعد المتنامي بينما يهاجم الدب ضحيته من أعلى إلى أسفل وبالتالي يدل ذلك على انخفاض الأسعار.
وفيما يخص البيع لجلود الدب، فقد يوقع البائعون في الولايات المتحدة عقد بيع مسبق لهذه الجلود عند شرائها من الصيادين ويحاولون خفض سعر الشراء للحصول على المزيد من البيع كما يستخدم مصطلحي الصعود والهبوط بصفة عامة في الحياة اليومية.
ثيران ودببة الأسواق المالية
وفي أسواق الأسهم تُستبدل الأسواق الصاعدة بالهابطة ويسبق ذلك حدث اقتصادي سلبي فمثلاً بدأت السوق الهابطة في عام 2008 بعد إفلاس بنك ليمان براذرز والذي يعد أحد أكبر البنوك الأمريكية.
وقد أثرت فقاعة الإنترنت في السوق الهابطة قبل عام 2008 حيث بدأت أسهم هذه الشركات في الانخفاض، وتسببت الأوبئة في هبوط السوق مثل الكورونا أو الحروب مثل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتختلف أسواق الدب والثور في فترتها الزمنية فقد استمرت السوق الهابطة الناتجة عن كورونا مدة شهر بين فبراير ومارس 2020 وتحولت بعد ذلك إلى سوق صعودي بينما استمرت السوق الهابطة بعد أزمة نيكسون الاقتصادية في الولايات المتحدة لمدة عام بين عامي 1972 و 1973 حيث تدل اقتصاديات الدول المتقدمة في العالم أفضل مؤشر للسوق المالي.
ويعد التفسير لأسباب حدوث الأسواق الصاعدة والهابطة، أمراً سهلاً ولكن التنبؤ بهذه الأسواق يتسم بقدر من الصعوبة بسبب العامل البشري حيث لم تظهر اللحظة التي يتجاوز فيها العرض الطلب في السوق والمتسبب في الموجة الأولى من الهبوط السعري.
ثيران ودببة أسواق العملات الرقمية
يتسم سوق العملات الرقمية بصغر حجم تاريخه فقد ظهرت البتكوين في عام 2008 لذا فمن لا يفهمون طبيعة العملات التي يتم تداولها في البورصة يشهدون في النهاية تقلباً في الأسعار وعدم استقرار للسوق وتتشابه عادة أسواق التشفير مع أسواق الأسهم من حيث وقت استبدال السوق الصاعدة بالهابطة أو العكس ويكون الاختلاف في انخفاض أو ارتفاع الأسعار.
وبدأت السوق الهابطة للتشفير في عام 2022 في نوفمبر 2021 كما بدأت في سوق الأسهم بعد عدة أشهر من يناير 2022 ومن قيم الذروة في فبراير 2022 وصلت هذه القيم إلى أدنى نقطة في يونيو 2022 حيث انخفض مؤشر S&P 500 من 4504 دولار إلى 3667 دولار أو بنسبة 18.6% وفي نفس الوقت انخفض سعر البتكوين من 69000 دولار إلى 19018 دولار أو بنسبة 56.7٪.
وتتم مقارنة العملة المشفرة الأكثر استقراراً بمؤشر يضم 500 شركة لمقارنتها بالعملات وأصول التشفير الأخرى، فمثلاً في عام 2017 قد بدأت هذه التقلبات في سوق العملات المشفرة حينما بدأت هذه الرموز والعملات في الحصول على شعبية لذا اتضحت الأسواق الصاعدة والهابطة للعملات الرقمية.
كيف يتغلب المستثمر على الأسواق الصاعدة والهابطة؟
وثمة ارتباط وثيق بين الاستثمارات والمخاطر مثل الاستثمار في سوق الأسهم لذا فإن سوق العملات المشفرة لديه مستوى أكبر من المخاطرة بسبب تقلبات المراحل الصاعدة والهابطة ويعتمد هذا الأهداف والقدرات لكل مستثمر وينبغي التغلب على هذا بالاستثمار في أصول مختلفة.
فلا يجب أن يوضع كل البيض في سلة واحدة وهذه القاعدة تنطبق على الاستثمارات فكلما زادت المخاطر قل المبلغ الذي حصل عليه المستثمر.
فعلى سبيل المثال يمكن الاستثمار لنحو 10٪ في الأسهم و5٪ في العملات المشفرة والاستثمار في السندات لضمان الدخل الثابت.
لذا فإن مبلغ صغير من الأموال واستثماره في العملات المشفرة يناسب السوق الهابطة ولا يكن ضمن الأشياء المنطقية البيع في السوق الهابطة ولكن من الأفضل انتظار السوق الصاعدة ثم جني الأرباح.
ولهذا ينبغي على المستثمر الصبر وعدم اتخاذ قرارات متسرعة وعدم الشعور بالخوف عند المرور بالسوق الهابطة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.